Cardiac problems Christian Eriksen, Aguero, NDicka GettyImage

الازمات القلبية تتكرر.. احذر يا "فيفا" كرة القدم سُم قاتل!

فجأة تتوقف المباراة، يتسارع الأطباء للدخول إلى أرض الملعب، تتوقف أصوات الجماهير ويعم الصمت والترقب، ماذا حدث؟ لاعب سقط بغتة على أرضية الملعب!

لم يكن إيفان نديكا أول من يتعرض لأزمة قلبية أثناء المباراة، فالجميع يتذكر ما حدث في السنوات الأخيرة من تعرض أكثر من لاعب لأزمة قلبية أشهرهم كريستيان إريكسن وسيرجيو أجويرو، والأخير تحديدًا اعتزل كرة القدم نهائيًا لهذا السبب.

الأزمة أصبحت تتكرر بشكل واضح في السنوات الأخيرة، ورغم ذلك لا يبدو أن أحدًا يتحرك بشكل جدي، حتى أنّها وصلت إلى بلادنا العربية حينما سقط أحمد رفعت مع نادي فيوتشر في الدوري المصري لأزمة قلبية.

الموضوع يُستكمل بالأسفل

ما الذي حدث؟ وهل كل الأمر كارثيًا عبر التاريخ؟ أم أنّ الأمر حدث جديد يحتاج لعلاج سريع حتى لا نستيقظ يومًا على وفاة أكثر من لاعب داخل الملعب لأزمة قلبية!

لم تكن كذلك

في دراسة إنجليزية أقيمت على 11,168 لاعب كرة قدم بين الفترة من 1996-2006 لمعرفة مدى تأثير ممارسة اللعبة على القلب وأمراضه، أكدت أنّ الأمر ليس كارثيًا كما يظن البعض.

فمن بين هذا العدد من اللاعبين، شعر 42 لاعبًا فقط (0.38%) بأزمات قلبية مباغتة دون أي مشاكل مسبقة، ومن بينهم 30 لاعبًا خضعوا لعمليات جراحية لأجل علاج هذه الأزمات.

الدراسة أيضًا أشارت إلى أنه من بين هؤلاء اللاعبين هناك 23 حالة وفاة حدثت بسبب الأزمات القلبية من بينها 8 حالات جاءت بصورة مفاجئة، وهذا في خلال فترة زمنية بنحو 7 سنوات بعد اعتزال كرة القدم.

الدراسة أكدت بشكل واضح أنّ الأزمات القلبية واردة مع الرياضيين وبالأخص نجوم كرة القدم، ولكن بنسبة ليست كبيرة، كما أنّ هناك عوامل أخرى مساعدة مثل التاريخ الطبي لعائلة كل لاعب والأزمات الصحية الأخرى، لذلك وصت بالاهتمام أكثر بعمل الفحوصات اللازمة التي تخص القلب بشكل دوري مع نجوم كرة القدم.

ماذا حدث؟

في 2003، أثار انهيار مارك فيفيان فويه في بطولة كأس العالم للقارات مع منتخب الكاميرون في أرض الملعب ووفاته على الفور إلى أزمة كبيرة بين الأوساط الرياضية.

بدأ الاهتمام الأكبر بدارسة تأثير اللعبة على الإصابة بالأمراض القلبية، وبدأ الاهتمام يتزايد بضرورة الفحص الدوري المستمر لكل الرياضيين للتأكد من احتواء الأزمة مبكرًا.

ورغم التطور الكبير – طبيًا – خلال العشرون سنة الماضية في هذا الصدد، لكن الغريب كان هو تصاعد موجة الإصابة بالأمراض خلال الفترة الأخيرة، وبالأخص بين لاعبو النخبة.

البعض ربط الأمر باللقاحات الخاصة بفيروس كورونا والذي تحصل عليه لاعبو كرة القدم في السنوات الأخيرة، ولكن الطبيب المشهور كريستيان شميد، رئيس قسم أمراض القلب في مستشفى جامعة زيوريخ بسويسرا، نفى أن يكون هناك علاقة مباشرة بين أمراض القلب ولقاحات كورونا، وأكد في تصريحات صحفية، أن أمراض القلب شائعة بين الرياضيين بصفة عامة.

وأوضح أنّ الإصابات في سن صغير ترجع بشكل كبير إلى أسباب وراثية في المقام الأول، وأنّ الفحص الدائم كفيل بتجنب حدوث كوارث حقيقية في الميادين الرياضية.

وما دخل الفيفا؟

ورغم ذلك، لأن السبب الرئيسي لزيادة احتمالية الإصابة بأمراض القلب هي التوتر والضغط والإجهاد، وهذه العوامل متوفرة بشكل كبير في أي رياضة تنافسية بما فيها كرة القدم.

وربما يكون هذا هو المفسر الأول لإصابة أكثر من لاعب بين صفوة النجوم بأمراض القلب مؤخرًا رغم التطور العلمي الكبير في هذا المجال.

فحينما ازدادت عدد المباريات وكثرت المسئوليات على اللاعبين وقلت فترة الراحة والنقاهة، أدى ذلك استنزاف كل لاعب لجسده وزيادة إمكانية إصابته بأمراض القلب.

وبينما يبدو الأمر واضحًا وجليًا في الفترة الأخيرة، لكن الاتحاد الدولي لكرة القدم لم يتردد في زيادة مباريات كأس العالم، وتغيير نظام كأس العالم للأندية ليحتوي أكثر عدد من المباريات، كما تبعه الاتحاد الأوروبي الذي قرر تغيير نظام دوري أبطال أوروبا لتزداد فيه عدد المواجهات.

ربما كان السبب هو المزيد من الإثارة والجنون وبالتالي المزيد من الأموال، لكن تبعات هذه القرارات هي المزيد من الإنهاك الجسدي والعقلي على اللاعبين والذي يؤثر بشكل واضح على قلوب اللاعبين وأمراضهم.

هل يوجد من يعي بحقيقة هذه الأزمة؟ أم يجب أن نستيقظ يومًا على كارثة كبرى لتبدأ رحلة الهدوء واحترام جسد اللاعب!

إعلان