Messi MbappeGoal\GettyImage

"الحريف القديم" ميسي أمام مبابي "الجديد".. المنافسة على المونديال والكرة الذهبية!

-أهلًا يا فارس، جي تراهن ولا أيه؟

=آه

-على مين؟

= على الحريف يا رزق

-أنهو فيهم؟ القديم ولا الجديد؟

=مفيش إلا حريف واحد يا أبو رجل خشب!

كان ذلك مشهد النهاية في فيلم "الحريف"، وكان الحوار بين عادل إمام (فارس) وعبد الله فرغلي (رزق)، قبل أن يقول الزعيم كلمته الشهيرة آنذاك التي استمرت لسنوات وسنوات: "أنا هلعب مع الخسران".

دخل عادل إمام وقتها إلى أرض الملعب (الحريف القديم)، ووسط صيحات الجماهير العاشقة ودعم المتواجدين، قلب نتيجة اللقاء من التأخر برباعية نظيفة إلى الفوز.

بالطبع تعاطفت الجماهير مع "الحريف القديم" لأن بينهم العديد من المشاعر والذكريات، حتى أن دخوله للملعب جذب أنظار "الحريف الجديد" الذي ذهب إليه لكي يسلم عليه وفي عينيه الفرحة قائلًا: "أزيك يا كابتن؟".

وبعد 39 سنة من عرض الفيلم، يتكرر نفس المشهد ولكن هذه المرة في أرض الواقع، وفي أهم بطولات العالم على الإطلاق، الحريف القديم ليونيل ميسي يدخل المستطيل الأخضر ليجد أمامه الحريف الجديد كيليان مبابي في نهائي كأس العالم.

ربما لن يترك مبابي مكانه مسرعًا ليسلم على ميسي ويحظى ببعض الثواني مع أسطورة اللعبة، لكن ستستطيع أن ترى التقدير والاحترام يومها في عين كيليان الصغير الذي يتحرك في نفس الملعب أمام البرغوث صاحب الـ 35 عامًا، والذي وضع الأرجنتين في النهائي.

ربما لن يسجل ميسي العديد من الأهداف مثل "فارس"، وربما لن يقلب موازين اللقاء، بل من الوارد أن يخسر بكل تأكيد، لكنه سيحظى بدعم جماهيري وتعاطف غير مسبوق من المناصر والمنافس في آن واحد.

ليونيل ميسي، الحريف القديم، سيظل كما هو بأسطوريته التي لا يضاهيها أحد، ستظل المراهنات في صفه، طالما يشارك في أرض الملعب فلا يوجد أمامه أي منافس.

Messi MbappeGOAL

ربما برع كيليان في دور الحريف الجديد، ربما أتقن اللعبة وفنها واستطاع أن يؤكد للجميع أنه هو النجم الأول القادم لا محالة، لكن عصر ميسي لم ينته بعد حتى تخضع قلوب العشاق لرجل آخر.

ها هو المشهد الذي أخرجه "محمد خان" يتكرر من جديد، وهذه المرة فإن الحوار سيدور بين المشجعين، على من تراهن؟ الحريف القديم أم الجديد؟ ميسي أم مبابي؟

ربما يكون الأمر محسومًا بالنسبة لك من قبل إذا كنت مناصرًا إلى ميسي فأنت مع الأرجنتين بكل تأكيد، أو عاشقًا لرونالدو فستتواجد في صفوف الفرنسيين.

لكن هناك من يقف في المنتصف، بين التعلق بأسطورة كرة القدم الأولى وبين بداية الرحلة العاطفية مع نجم جديد.

مواجهة فردية وجماعية!

المعركة الأولى يوم الأحد القادم ستكون على التتويج ببطولة كأس العالم لا محالة، الهدف الأول والأبرز والأهم لكل الأطراف وقتها، فلا يوجد ما هو أفضل من التتويج بالذهب والرحيل من الأراضي القطرية بالمونديال.

وفي نفس الوقت، هناك صراع فردي آخر ربما لم يظهر على الساحة لأن الحديث عنه ليس أبرز ما يدور في بال عشاق كرة القدم الآن، وهو الحصول على الكرة الذهبية!

مونديال قطر تواجد في منتصف الموسم، مما يعني أنه بطل الكرة الذهبية المقبلة سوف يخضع تقييمه لما قدمه على مدار البطولات المحلية والقارية مع النادي وأيضًا المونديال مع المنتخب، بحسب المعايير الجديدة.

Lionel Messi Ballon d'OrGetty

ميسي يتألق ويحمل الأرجنتين على كتفه خطوة بخطوة حتى وصل للنهائي، ومبابي كذلك من أفضل الأسماء في البطولة بجوار بقية العناصر الخارقة في منتخب الديوك.

وبالتالي فإن بطل الملحمة المقبلة يوم الأحد سيحصل على دفعة قوية للغاية في سباق الحصول على الجائزة، ولا ننسى أن ميسي ومبابي كلاهما يلعب في باريس سان جيرمان، مما يعني أن بقية الأرقام مع النادي ستكون متقاربة نوعًا ما، والألقاب ستكون واحدة بطبيعة الحال.

نحن أمام مباراة جماعية ملحمية، وأخرى فردية.. وفي كل الأحوال، يتبقى نفس السؤال، مع من أنت؟ الحريف القديم أم الجديد؟

إعلان