Youssef En-Nesyri - morocco - world cup 2022 - Achraf Hakimi getty

إن أردتم الحقيقة .. المغرب الأحق بالفوز بكأس العالم 2022

" دور الأربعة وحده بمثابة التتويج باللقب لنا" هذا هو لسان حال العرب مع ما يحققه المنتخب المغربي في كأس العالم قطر 2022، نعم! معذورون، فيما يحدث بمثابة الخيال أو الحلم الذي طال انتظاره، ففقدنا الأمل به، لكن أشرقت شمس العرب أخيرًا في المونديال.

لكن وإن كان تاريخنا في الحدث العالمي وخبراتنا تجعلنا معذورين عندما نردد هذه المقولة، فإننا وفقًا لمشوار المنتخب المغربي في نسخة 2022، نُجرم في حق هذا الجيل العظيم ونبخسه حقه، الذي بكل واقعية دون عواطف أو تمجيد زائد عن حده، فهو الأحق بالتتويج بلقب كأس العالم هذه المرة..

قد يكون أبسط مبررات هذه الأحقية هي ما يضحي به لاعبوه والمغامرة بخوض المباريات مصابين منذ دور المجموعات، "أصبح المشي مؤلمًا جدًا لي"، هكذا قال لاعب وسط المغرب سفيان أمرابط، وهذا نقطة من بحر التضحيات، فهناك مصابين آخرين، لكنهم يصرون على المشاركة في غالبية أوقات أي مباراة ثم الخروج في الدقائق الأخيرة.

لكن دعك من هذه الإصابات والظروف الطارئة، فمن يريد أن يدخل التاريخ، عليه أن يضحي، لنتحدث بشكل فني أكبر، كونه هو الحكم في الأخير..

المنتخب المغربي هو صاحب أقوى خط دفاع في البطولة من بين رباعي دور قبل النهائي، إذ لم تستقبل شباكه إلا هدف وحيد منذ بداية البطولة، كان في دور المجموعات، ولم يكن بأقدام منافسيه، بل سجله المدافع نايف أكرد بالنيران الصديقة أمام منتخب كندا.

بالنظر لفرنسا فشباكها اهتزت خمس مرات، كي تصل لقبل النهائي، حالها كحال المنتخب الأرجنتيني، فيما كانت كرواتيا أفضل حالًا منهما، فأخرج لاعبوها الكرة من مرماهم ثلاث مرات.

أما عن العراقيل في طريق كل منتخب من الأربعة، فدعني أحدثك عن المغرب أخيرة..

البداية مع التانجو، الفريق الذي لم يقدم أداءً جيدًا في دور المجموعات وظهر بصورة باهتة، كلفته هزيمة تاريخية أمام السعودية 2-1، وتواصل الأداء المتواضع أمام المكسيك رغم الفوز 2-0، مرورًا بمواجهة بولندا التي كانت أفضل حالًا من سابقتيها وفازت كتيبة ليونيل سكالوني 2-0.

وحتى أمام أستراليا؛ الفريق الآسيوي الأقل خبرة، فاز رفاق ليونيل ميسي بصعوبة 2-1، وعند خوض أقوى مواجهة لهم أمام هولندا، كادت أن تطيح بهم ركلات الترجيح لولا التنفيذ السيئ للغاية لرفاق فان دايك.

ورغم ترشيح الكثيرين للتانجو للتتويج باللقب إلا أن هذا ليس بدافع فني، فالأرجنتين لم تكشف عن قناعها الحقيقي في البطولة بعد، إنما فقط تعاطفًا مع كونها النسخة الأخيرة لميسي في المونديال، وهي البطولة الغائبة عن خزائنه.

arge world cup 2022goal

بالانتقال للديوك؛ أبطال نسخة 2018 من المونديال، فمشوارهم كان ممهدًا أمام منتخبات الفوارق بينهم كبيرة سواء أستراليا (4-1) أو الدانمارك (2-1) أو تونس، حتى نسور قرطاج تمكنوا من التغلب عليهم (1-0)، مرورًا ببولندا (3-1).

فيما كانت مواجهتهم الأصعب أمام منتخب إنجلترا، لكنهم فلتوا من الهزيمة في مباراة شهدت تنفيذًا هو الأسوأ لضربة جزاء من قبل هاري كين.

fra world cup 2022goal

أما الناريون؛ وصيف مونديال روسيا 2018، حالهم أشبه بحال الديوك، بدايةً من مجموعة تضم المغرب (0-0)، كندا (4-1) وبلجيكا (0-0)، مرورًا بمواجهة اليابان في دور الـ16، والتي كادت أن تحقق المفاجأة وتطيح بكرواتيا لولا ركلات الترجيح، لكن كان الاختبار الحقيقي في ربع النهائي، عند مواجهة البرازيل، فمنحتهم ركلات الترجيح بطاقة العبور.

cro world cup 2022goal

وأخيرًا أسود الأطلس؛ أبطال العالم وإن لم يتوجوا باللقب، فكان مشوارهم محفوفًا بكرواتيا وبلجيكا وكندا، ورغم ذلك انتصرت في مباراتين وتعادلت أمام الناريون سلبيًا، بل وتأهلت متصدرة مجموعتها برصيد سبع نقاط، في مفاجأة لم يتوقعها أكثر المتفائلين.

ثم تواصلت الصعاب في دور الـ16 بمواجهة إسبانيا، لكن بذكاء وليد الركراكي حسم الأسود المباراة بركلات الترجيح، في مباراة كان نجمها الحارس ياسين بونو، الذي حرم لاعبي الماتادور من تسجيل أي ركلة، بتصديه لركلتين وتصدي القائم لواحدة، وكانت المفاجأة الأخيرة بإسقاط المنتخب البرتغالي في حضور نجمه كريستيانو رونالدو بقفزة يوسف النصيري التاريخية، ليظل التاريخ يذكر المغرب بأنه المنتخب الذي حرم الدون من ختام مشواره الدولي ختام مسك.

mor world cup 2022goal

ستقول الساحرة المستديرة كلمتها عن بطل مونديال قطر في 18 من ديسمبر الجاري، لكن وإن لم تنصف المغاربة، فحتمًا سينصفها العالم بأكمله، فهذا الجيل هو الجيل الذي أحرج الكبار، بل الذي أسقط تاريخهم ومر كالأسد، اسم على مسمى.

إعلان