Morocco celebrate. Getty

جرأة أكبر ولاعبون أقل .. المغرب من كرواتيا إلى فرنسا

لم يكن يتوقع أحد مع انطلاق صافرة بداية مباراة المغرب وكرواتيا ضمن الجولة الأولى من دور المجموعات لكأس العالم قطر 2022 أن تكون تلك الخطوة الأولى من مشوار سيبقى في ذاكرة كرة القدم للأبد.

أسود الأطلس بدأوا طريقهم في مونديال 2022 بالتعادل السلبي مع كرواتيا، ثم هزموا بلجيكا وكندا تواليًا ليصعدوا إلى دور الـ16، هناك كانت موقعة إسبانيا القاسية التي انتهت بركلات الترجيح وبعدها كانت المباراة ضد البرتغال والتي حسمها يوسف النصيري وأبكى كريستيانو رونالدو.

المغرب تستعد حاليًا لمواجهة فرنسا في نصف النهائي، فما الذي تغير في المنتخب المغربي منذ مواجهة كرواتيا حتى اللقاء القادم أمام حامل اللقب؟

1- جرأة وشجاعة وثقة أكبر

الحالة المعنوية والذهنية للاعبين والمدرب وليد الركراكي والتي ظهرت آثارها على استراتيجية الأداء والتفاصيل الفنية على أرض الملعب كانت المتغير الأكبر.

المغرب بدأ البطولة بأداء حذر ومتحفظ للغاية، كان مقبولًا بالطبع أمام وصيف نسخة روسيا 2018، ومن ثم تدرج بالأداء الهجومي والتخلي عن هذا الحذر واللعب بجرأة وثقة أكبر حتى كانت النهاية بأداء الند بالند، إلى حد ما، ضد إسبانيا والبرتغال.

نعم، قد يكون الأفضل استحواذًا على الكرة، ونعم قد يكون الأقل تسديدًا على المرمى، تلك مجرد استراتيجيات وأفكار فنية لكن المهم أن الجرأة والشجاعة حاضرة في التفاصيل التي تصنع الفارق .. الشراسة في الضغط، القوة في المواجهات المباشرة، التقدم للأمام عند امتلاك الكرة، اللعب للهجوم وبحثًا عن الهدف.

2- لاعبون أقل

بدأ المنتخب المغربي كأس العالم 2022 بقائمة تضم 26 لاعبًا جاهزًا للعب، لكن الخسائر كانت كثيرة وثقيلة في الطريق نحو المربع الذهبي.

خسرت المغرب حارس المرمى ياسين بونو خلال مواجهة بلجيكا لكنه عاد في الوقت المناسب ليقوم بدور البطولة في المباريات التالية خاصة أمام إسبانيا، ومن ثم توالت الإصابات حتى وصل أسود الأطلس مواجهة فرنسا دون نايف أكرد ونصير مزراوي للإصابة ووليد شريدة للإيقاف، وقد ينضم لهم رومان سايس للإصابة.

هذا يعني أن المغرب قد تدخل مواجهة الأربعاء القادم أمام حامل اللقب بمدافع واحد فقط من الرباعي الذي بدأ البطولة، وبجانب ذلك لا يمكن تجاهل أن عددًا من اللاعبين يلعبون بالمسكنات للسيطرة على آلام الإصابة وعلى رأسهم سفيان أمرابط وأشرف حكيمي.

3- إشادة بعد الانتقاد

الانتقادات كانت الشيء الأبرز في الأجواء المحيطة بالمنتخب المغربي، سواء للمدرب الركراكي أو لبعض اللاعبين وعلى رأسهم يوسف النصيري.

وقد زادت الانتقادات عقب المباراة الأولى أمام كرواتيا واتهم البعض المدرب السابق للوداد باللجوء للأسلوب الدفاعي والحذر المبالغ به، وكذلك لمهاجم إشبيلية بتراجع المستوى وإهدار الفرص.

كل هذا النقد انقلب إلى إعجاب وإشادة بالغة بعد توالي الانتصارات والتقدم في كأس العالم وصولًا إلى نصف النهائي، فالمدرب المغربي يدخل مواجهة فرنسا وهو أحد أفضل مدربي كأس العالم وقد حصد الإعجاب من المنافسين قبل المؤيدين، وكذلك تحول النصيري من مهاجم منبوذ إلى بطل المغرب الأول بعد هدفه المذهل في مرمى البرتغال.

4- الطموح

الوصول إلى دور الـ16 وتكرار إنجاز مونديال 1986 كان الطموح الأكبر للمنتخب المغربي على جميع المستويات، الجامعة المغربية والمدرب واللاعبين والإعلام والجمهور، قبل المواجهة مع لوكا مودريتش ورفاقه، وربما كان أكبر المتفائلين يطمح بتجاوز الإنجاز بخطوة والوصول إلى ربع النهائي.

الطموح اختلف تمامًا الآن، أصبح دون حدود! لا أحد يتحدث الآن عن الخروج من نصف النهائي أو المركز الثالث، بل الفوز على فرنسا والتقدم للمباراة النهائية ومن ثم الفوز باللقب الثمين! آمن وليد الركراكي بفكرة الحلم بالفوز بكأس العالم وقد وصف الجميع ذلك بالوهم! اليوم لا أحد يُعارض فكرة استهداف اللقب بل يرونه طموحًا أصيلًا.

إعلان