عيسى الجوكم يكتب .. كان بالإمكان أفضل مما كان

نعم خسر المنتخب السعودي أمام البولنديين، ولكن أن يكون الأخضر في مثل هذه المناسبة هو الضاغط والمستحوذ والمتحكم في رتم المباراة، فهذا يؤكد على أن الفوز الذي حققه الصقور الخضر على الأرجنتين لم يكن محض صدفة، وإنما نتاج تخطيط وتعب المجموعة بأكملها من لاعبين وجهاز فني وإداري، ولولا سوء الحظ الذي لازم مهاجمي المنتخب السعودي قبل استقبال الهدف الثاني لكان هناك سيناريو آخر وشاهدنا ريمونتادا سعودية ثانية في المونديال.

الحكم البرازيلي ويلتون بشهادة الجميع تغاضى عن إشهار بطاقة صفراء ثانية للمدافع البولندي ماتي كاش، ولو كان الحكم اتخذ القرار الصحيح لغير الوضع تماماً وبسط الأخضر نفوذه مبكراَ ولعب بزيادة عددية، أضف إلى ذلك أنه لم يسعفنا الحظ في ركلة جزاء لسالم الدوسري وبشهادة الجميع أيضاً تغاضي الحكم عن إعادتها بعد تقدم حارس بولندا فويتشيك تشيزني قبل أن يسدد الدوسري الكرة.

الغيابات التي عانى منها الأخضر، لم تؤثر على رينارد في إدارته للمباراة، وظهرنا بمستوى مشرف، يعكس مدى تطور الكرة السعودية، وإن لم يحالفنا التوفيق في كسب نتيجة المباراة لكننا اكتسبنا جيلاً جديدًا قادرًا على التعويض أمام المكسيك.

الجميع قدم أفضل ما لديه، وكان بالإمكان أفضل مما كان، فلو سجلنا ركلة الجزاء لتغير الوضع تمامًا وانقلبت الأمور رأسًا على عقب، لكن في الأخير هذا حال كرة القدم ظالمة في كثير من الأحيان، وسنطوي صفحة بولندا سريعًا، فلا أظن أننا انتهينا وتبقى لنا مواجهة المكسيك، وبإمكاننا التعويض فيها وحسم التأهل من أجل استمرار فرحة الوطن.

كان بالإمكان أفضل مما كان لولا تفاصيل صغيرة جدًا في المواجهة أفقدت السعودي على الأقل نقطة أمام (ليفا) ورفاقه، وأعني بالتفاصيل الصغيرة الأخطاء الفردية في ولوج الهدفين، وعدم استثمار أكثر من ثلاث فرص سانحة للتسجيل بالإضافة إلى الجزائية الضائعة.