Emiliano Martinez Aston Villa 2024Getty Images

إثارة الفقراء .. شكراً يويفا على متعة "ليالي الخميس"!

هل شاهدت من قبل ثلاث مباريات في نفس السهرة تنتهي بركلات الترجيح؟ وهل شاهدت من قبل مباراتين في نفس التوقيت تُلعب بهما ركلات ترجيح في نفس التوقيت بنفس البطولة؟ كل ذلك حدث مساء الخميس في أوروبا!

عندما أعلن الاتحاد الأوروبي قبل عامين عن إعادة إضافة بطولة ثالثة وتغييرات في نظام بطولته الثانية الدوري الأوروبي، كان التعليق الأول على لسان الجميع: "المزيد من البطولات؟"، خصوصاً أن أزمة السوبرليج كانت تلقي بظلالها وتغيير موعد المونديال للعب في الشتاء بقطر، ولكن بُعد نظر "يويفا" أثبت صحة القرار.

الموضوع يُستكمل بالأسفل

تحدث ميشيل بلاتيني، رئيس يويفا السابق، إبان فترته عن سعيه الدؤوب أن تكون بطولات القارة لجميع دولها وليس فقط لأندية القمة، وأن يعود العائد المادي على الجميع، تصريحات بدت يوتوبية وقتها من رجل اُتهم بالفساد وأُزيح من منصبه، واتحاد عُرف عنه سعيه الدائم لجمع الأموال، الأمر الذي لا يبدو منطقياً بإعطاء الفرصة لأندية من بلدان مثل اليونان أو بلغاريا ومولدوفا!

عرف يويفا كيف يعيد توزيع الكعكة، المزيد من المباريات نعم، ولكن بفرص للجميع، الكبار كما هم في دوري الأبطال بسطوتهم، ومن يفشل فيهم ببلوغها يلعب حظوظه بالدوري الأوروبي، وعلى الأقل يستفيد من فرصة تحقيق لقب بعيداً عن الفوارق المادية بين البطولتين، بينما منحت اليوروليج ودوري المؤتمر متنفساً لفرق كان يستحيل أن تنافس في الأبطال، سواء كانوا من الصف الثاني في بلادهم مثل وست هام أو أستون فيلا أو إشبيلية أو فيورنتينا، أو من بلدان يصعب عليها مقارعة الخمسة الكبار مثل تشيكيا التي تألق ممثلوها فيكتوريا بلزينيا، سلافيا وسبارتا براغ، أو اليونان مثلاً ببلوغ أوليمبياكوس نصف نهائي المؤتمر وباوك ربع النهائي.

لا نقارن دوري أبطال أوروبا بالبقية، ولكن نجح يويفا في تكوين بطولة ثانية وثالثة يجذبان لهما الأنظار بفضل التنافسية الكبيرة وحضور أندية جماهيرية، شاهد "أوليمبيكو" روما أو جماهير أوليمبياكوس وفنربخشه في الديربي التركي اليوناني، أو الحضور الضخم في قمتي مارسيليا وبنفيكا كمثال، وعلى صعيد الإثارة، فليلة الخميس وإياب ربع نهائ البطولتين كان شاهداً على أحداث ساخنة.

ثلاث مباريات ذهبت لركلات الترجيح، إيمي مارتينيز ضد الفرنسيين ورقصته واستفزازاته جذبت أنظار العالم أجمع وأحيت ذكريات المونديال في لقاء ليل ضد أستون فيلا، وفتحت أيضاً باب الجدل التحكيمي بخصوص قرار منسي، وفي فرنسا أشعل مارسيليا الفيلدروم وعبر بنفيكا الذي أضاع نجمه أنخيل دي ماريا ركلة جزاء، بينما في تركيا شارك ليوناردو بونوتشي لتسديد ركلة ترجيحية فأضاع وأخرج فنربخشه.

الصغار حصلوا على فرصتهم ضد الكبار أيضاً، ليفربول المرشح الأبرز سقط ضد أتالانتا، وبثلاثية في أنفيلد، بينما سطوة البريميرليج اختفت تقريباً، إذ يتبقى فقط أستون فيلا بالثلاث بطولات القارية ممثلاً عن إنجلترا، ودوريات لا تحظى بنفس الهيمنة المالية مثل السيري آ، البوندسليجا، والدوري الفرنسي حاضرة بقوة في نصف النهائي، و"صغار بلاتيني" يرفع رايتهم أوليمبياكوس وبروج في دوري المؤتمر.

يبقى دوري أبطال أوروبا المسابقة الأقوى حول العالم على صعيد التنافسية والأرباح المالية، وأصبح مصطلح "ليالي الأبطال" يومي الثلاثاء والأربعاء موعداً مقدساً لعشاق الكرة، ولكن أثبت الاتحاد الأوروبي نجاحه مجدداً بخلق "ليالي الخميس" أيضاً، والفائز الأكبر؟ مشجع الكرة الباحث عن حضور الإثارة والمتعة كل ليلة عبر شاشاته!

إعلان