Flick Zidane Di MatteoGoal Ar / Getty

أبطال أوروبا .. جاءوا في حالة طوارئ فجعلوا القارة في طوارئ

نجح بايرن ميونخ أخيراً في كسر صيامه المستمر منذ 2013 عن التتويج الأوروبي، ورفع الكأس ذات الأُذنين للمرة السادسة في تاريخه بعد انتصاره على باريس سان جيرمان في لشبونة، ليتوج موسماً ناجحاً حقق فيه ثلاثية جديدة.

ومن يصدق أن بايرن ميونخ الذي في منتصف نفس هذا الموسم خسر بالخماسية من آينتراخت فرانكفورت هو ذاته الذي الآن اكتسح برشلونة بالثمانية، وحقق دوري الأبطال بالفوز بكل مبارياته، السر يكمن في القرار الصحيح عندما راهنت إدارة البافاري على هانزي فليك.

الموضوع يُستكمل بالأسفل
Thiago Hansi Flick BayernGetty Images

لاعب الفريق السابق ومساعد يواخيم لوف هو ما كان يحتاجه النادي بالتحديد، يعرف العقلية والبيئة، ويتمتع بالعقلية الألمانية التي ترفع شعار الانتصار والهيمنة على الخصم، الأسلوب الذي لطالما أثبت نجاحه مع المانشافت أو البافاري، وكان سبباً في انتصاراته، ولذا ليس مستغرباً أن يكون فليك عنصراً فعالاً في ثمانية برشلونة وسباعية البرازيل.

تجربة فليك تأتي لتكون تكراراً لنفس ما حدث في السابق مع زين الدين زيدان في ريال مدريد، وروبرتو دي ماتيو في تشيلسي، في الحالتين أبناء النادي أتوا وأنقذوا الفريق من الانهيار، وليس فقط ذلك، قادوه للمجد الأوروبي.

وفي حالة دي ماتيو، كان الرجل هو مساعد أندريه فيلاس بواش حتى أُقيل الأخير وتولى هو المهمة رغم افتقاره للتجارب، إذ سبق له العمل في إم كي دونز ووست بروميتش فقط لمدد قصيرة، ولكن البلوز قرروا المقامرة والاعتماد على الإيطالي الذي صال وجال بقميص النادي في الماضي.

Roberto di Matteo ChelseaGetty

نجح دي ماتيو في تحقيق المستحيل، العودة أمام نابولي في دور الستة عشر للأبطال، ثم تخطي برشلونة في نصف النهائي، وأخيراً الفوز على بايرن ميونخ في النهائي وتحقيق اللقب الذي بحث عنه كثيراً رومان أبراموفيتش وصرف من أجله الأموال، مع عدم نسيان فوزه أيضاً بكأس الاتحاد في نفس الموسم.

قصة زيدان في مدريد نوعاً ما مشابهة، وإن كان الفرنسي كان يتم تحضيره للمنصب، فأولاً تولى تدريب الرديف، وعمل مساعداً لكارلو أنشيلوتي وكان عضواً في الجهاز الفني الذي كسر الصيام وحقق العاشرة في لشبونة عام 2014، حتى أتت إقالة رافائيل بينيتيز في يناير 2016 ومنحت "زيزو" الفرصة للانفجار على الساحة التدريبية، فحقق مباشرة لقب دوري الأبطال في ذات العام، وأتبعه بلقبين آخرين، وحفر اسمه في تاريخ النادي والمسابقة، مدرباً هذه المرة بعد أن فعلها لاعباً.

Zinedine Zidane Real Madrid 2019-20Getty

عديد الأندية صرفت الأموال وقامت بالمستحيل من أجل تحقيق لقب الأميرة الأوروبية، ولكن لم يحالفها الحظ وترفع الكأس، بينما ضرب الثلاثي فليك، زيدان، ودي ماتيو بكل تلك الحسابات عرض الحائظ، وأثبتوا أن أبناء النادي في بعض الأحيان هم الحل الأفضل، حتى ولو فشلوا بعد ذلك وتمت إقالتهم، لأن لا أحد يعرف كيف يرتب البيت أفضل من أبنائه!

إعلان