قل كما شئت عن ليلة أمس، فضيحة تاريخية، انهيار لجيل كامل في برشلونة ، يحق لك حتى التطرف في الوصف بأي صورة ممكنة، فالهزيمة في ربع نهائي دوري أبطال أوروبا أمام بايرن ميونخ بثمانية لهدفين لا يمكن أن تمر كحدث عابر.
نعم سقط برشلونة بعودة تاريخية أمام ليفربول الموسم الماضي، لكنّه على الأقل فاز في "كامب نو" بثلاثية نظيفة، وحتى ضد روما انتصر في "كامب نو" 4-1، لكن أن تخسر في كل شوط 4-1 فهو كارثة لا يمكن تقبلها أو تجاوزها.
انتقد من تريد ولا تغفل أحدًا، لاعبون وإدارة ومدرب وكل شخص ارتبط باسمه ببرشلونة وهذا أمر مقبول تمامًا، فالكل متهم حتى لو كان أفضل لاعب في تاريخ برشلونة، ليونيل ميسي.
ولكن في وسط كل هذه الاتهامات والصراخات والانفعالات وحالات الغضب والرفض والإنكار لا يجب أن تترك راية برشلونة تسقط، لا يمكن أن تعلن إذعانك واستسلامك ونهاية الفريق بالكامل، لأن النادي الكتالوني لن يسقط مهما حدث.
كارثة بايرن ميونخ لم تكن الأولى، برشلونة عانى في سنوات ماضية ربما أكثر من ذلك، فمنذ 1960 حتى 1990 لم يحقق الدوري الإسباني سوى مرتين فقط، وبين 2000 حتى 2005 لم يفز بأي لقب بل وخرج بنتائج سلبية كبيرة مثل الهزيمة من فالنسيا في دوري الأبطال، وحتى صورة الاحتفال الشهير بهدف ريفالدو ونزول الجماهير للملعب كان بسبب التأهل الأوروبي وليس حصد الألقاب.
برشلونة وصل إلى سنوات كثيرة من الانهيار والتراجع والأسباب متعددة، لكن ماذا حدث بعدها؟ 30 عامًا بلقبي دوري فقط تلاها حصد الليجا 4 سنوات متواصلة مع يوهان كرويف والتتويج بدوري أبطال أوروبا للمرة الأولى والوصول للنهائي، وتُوج الفريق في آخر عقد بالقرن الماضي بالليجا 6 مرات!
تحليل .. لأن فضيحة روما وليفربول لم تكن كافية يا برشلونة!
سنوات الضياع في بداية القرن تلاها ماذا؟ فوز برشلونة بالدوري عامين على التوالي وحصد ذات الأذنين مرة أخرى، ثم بعد التراجع عامين جاء الجيل الأفضل في تاريخ البلوجرانا بقيادة بيب جوارديولا متسلحًا بتاريخه وأكاديميته ليقضي على الأخضر واليابس ويقدم 4 سنوات من الامتاع على مستوى الأداء قبل النتيجة.
بعد فضيحة سباعية بايرن ميونخ في 2013 وموسم صفري في 2014 ماذا حدث؟ عاد برشلونة ليفوز بالثلاثية في موسم والثنائية في موسم آخر، وحتى في آخر مواسم إنريكي كانت هناك ومضات فخر مثل العودة ضد باريس سان جيرمان وكلاسيكو "سانتياجو برنابيو".
برشلونة سقط مرارًا، انهار وكاد أن يعلن إفلاسه في سنوات سابقة، أُغلق ملعبه وحرم من جمهور لعدة أشهر، فشل في جلب البطولات وتعرض لهزائم مذلة، ولكن ماذا حدث بعدها؟ عاد ليكون أقوى ويحقق كل شيء ويبرهن على أنّه قد يمرض لكن لا يموت.
إدارة جوسيب ماريا بارتوميو راحلة، سواء في انتخابات مبكرة أو في الصيف المقبل، أكاديمية لا ماسيا باقية، الوضع الاقتصادي للنادي ليس سيئًا ليجعل من إعادة البناء عملية أكثر تعقيدًا، وحتى عجائز الفريق مصيرهم الرحيل عاجلًا إن لم يكن آجلًا.
برشلونة سقط وانهار دون شك، لكنّه سيعود، سيعود لأن التاريخ يقول ذلك، لأن المنطق يقول ذلك، وبوجود مشروع رياضي واضح المعالم وصفقات تناسب فلسفة المدربين واحتياجات الفريق سيعود البلوجرانا.
ربما يتأخر الأمر عامًا أو اثنين، ربما حتى خمس سنوات، ولكن مهما طال الزمن أو قصر فإن فاجعة بايرن ميونخ لن تستمر طويلًا، ومن رحم المعاناة يولد الحلم، ومثل العنقاء التي تخرج من الرماد، سيعود برشلونة.
إلى صديقي مشجع برشلونة: دع الراية مرفوعة وإن غدًا لناظره قريب!