انفض المولد، وفازت الأرجنتين أخيراً بكأس العالم للمرة الأولى منذ 1986 بعد محاولات متكررة، تارة مع دييجو مارادونا وأخرى مع ليونيل ميسي وغيرهم من النجوم الذين كان بعضهم أحياناً السبب في عدم إضافة النجمة الثالثة.
"لعنة هيجواين" أصبحت بمثابة الجملة الأسطورية عند الحديث عن ميسي وكأس العالم، النجم المعتزل مؤخراً بعد مشوار حافل في الملاعب مع كبرى الأندية حمله الكثيرون مسؤولية ضياع المونديال في 2014 بسبب فرصته الضائعة، رغم أن ميسي نفسه أهدر مثلها، ولا ننسى رودريجو بالاسيو وكرته الغريبة في الوقت الإضافي!
جاء ليونيل سكالوني لتدريب الألبيسيليستي وجاءت معه رياح التغيير، رحل هيجواين وجاء لاوتارو مارتينيز الذي أصبح هدافاً لتلك الحقبة منذ بدايتها وحتى ما قبل المونديال الذي كان الجميع يتوقع أن يصبح مهاجم إنتر مساعداً فيه لميسي لتحقيق حلم رفع الكأس الذهبية.
ولكن بعد هدفين ملغيين ضد السعودية، كان لاوتارو أحد ضحايا قرارات المدير الفني الصحيحة، وأصبح خوليان ألفاريز هو شريك ميسي، التغيير الذي أتى بنتيجة فعالة بعد تألق مهاجم مانشستر سيتي وإثبات أحقيته، ولكن جلوس مارتينيز احتياطيًا حوله لقنبلة فنية في صفوف الفريق.
المباريات التالية
لم يتعود لاوتارو طوال مسيرته على الجلوس احتياطياً، سواء في راسينج أو إنتر، ونفس الحال مع المنتخب، وعندما يحدث الأمر في المونديال بالتأكيد يترك أثره السلبي على معنويات اللاعب الذي كان يظن أنه سيكون أحد نجوم البطولة.
فقد المهاجم لمسته التهديفية وثقته طوال البطولة، صفر أهداف أو تمريرات حاسمة، بل وعديد الكرات الضائعة بعد كل مشاركة كادت تكلف ميسي وبلاده الكثير، والثلاث فرص سواء ضد أستراليا أو فرنسا أعادت للأذهان ذكريات هيجواين في ذهن كل مشجعي الأرجنتين.
حتى لا نظلم اللاعب، مشاركاته كانت تعطي الخط الأمامي للأرجنتين نشاطاً يحتاجه في لحظات يتراجع فيها الفريق ويكون تحت الضغط، وليس كل الفرص التي أضاعها مسؤوليته مثل تلك التي اصطدمت بفان دايك ضد هولندا، أو تدخل أوباميكانو الحاسم ضد فرنسا، كما أنه رغم كونه من هدافي إنتر ولكن جمهور النيراتزوري يعرف أن لاعبه اعتاد على فترات الصيام الطويلة، وإن كان كل تلك المبررات لا تشرح رأسيته في الدقيقة 120 ضد فرنسا مثلاً!
قد تكون الأرجنتين حققت اللقب وكسرت اللعنة، وقد يكون لاوتارو هز الشباك وشارك في الإنجاز بالركلة الحاسمة ضد هولندا، ولكن الأكيد أنه بداخل ذهنه يعلم جيداً أنه كان على وشك أن يحول كل تلك الأفراح إلى أحزان بفشله في تأدية دوره فقط كمهاجم وهز الشباك!