"الاختراع في التشكيل".. يبدو أن هذا هو العنوان الأبرز لسياسة المدير الفني الإيطالي روبرتو مانشيني؛ منذ تولى قيادة منتخب السعودية الأول لكرة القدم.
مانشيني واصل هذه السياسة، خلال مباراة السعودية وطاجيكستان، في الجولة الثالثة من دور المجموعات، بالمرحلة الثانية للتصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026.
الأخضر السعودي فاز بصعوبة على طاجيكستان (1-0)، بملعب "الأول بارك" في العاصمة الرياض؛ بهدف سجله الساحر سالم الدوسري، نجم الفريق الأول لكرة القدم بنادي الهلال.
تجاهل الثنائي الأفضل
وشهدت مواجهة طاجيكستان؛ مواصلة المدير الفني الإيطالي، استبعاد المهاجم الأهلاوي فراس البريكان، من التشكيل الأساسي، على الرغم من أنه الهداف الأول للسعوديين، في دوري روشن السعودي للمحترفين، خلال الموسمين الحالي والماضي.
ولا يعتمد روبرتو مانشيني على البريكان "أساسيًا"، منذ تولى تدريب الأخضر السعودي؛ حيث يفضل لاعبين آخرين عليه؛ أمثال صالح الشهري، الذي خاض مباراة طاجيكستان، منذ البداية.
المباراة التالية
حتى عندما قرر مانشيني، سحب الشهري من أرضية الملعب في مباراة السعودية وطاجيكستان، أقحم لاعب الوسط الشاب عباس الحسن، بدلًا منه؛ قبل أن يدفع بالمهاجم عبدالله رديف، في آخر 20 دقيقة.
وإلى جانب عدم الاعتماد على البريكان.. أجلس مانشيني، متوسط الميدان الشاب فيصل الغامدي، على دكة البدلاء لمدة 70 دقيقة تقريبًا؛ على الرغم من أنه يعتبر الأفضل في مركزه من بين جميع اللاعبين السعوديين، في الموسم الرياضي الحالي 2023-2024.
وفضل الإيطالي المخضرم، لاعبين آخرين في خط الوسط بالتشكيل الأساسي للأخضر أمام طاجيكستان؛ على رأسهم محمد كنو ومختار علي؛ على الرغم من أنهما لا يقدما نفس مستويات الغامدي، ولا يلعبا بانتظام مثله.
تكرار تجربة سالم ونيمار
وعلى جانب آخر.. غيّر روبرتو مانشيني، في مركز الثنائي سالم الدوسري وعبدالرحمن غريب، اللذين يجيدا في الجناح الأيسر؛ من أجل أن يشركهما معًا في التشكيل الأساسي أمام طاجيكستان.
واعتمد مانشيني على سالم، كلاعب خط وسط أيسر وصانع ألعاب، مع إشراك غريب كمهاجم ثاني إلى جانب صالح الشهري، في خطة "3-5-2".
التغيير في مركزي سالم وغريب؛ يشبه ما حدث في بداية الموسم الرياضي الحالي 2023-2024، عندما انضم الساحر البرازيلي نيمار دا سيلفا جونيور، إلى نادي الهلال.
نيمار يجيد في نفس مركز سالم؛ لذلك كان يلعب الساحر البرازيلي في مركز صانع الألعاب أو الوسط الأيسر مع الهلال؛ وذلك قبل تعرضه للإصابة بـ"الرباط الصليبي".
وبعيدًا عن سالم وغريب؛ لعب الظهير الأيمن سعود عبدالحميد، معظم دقائق مباراة السعودية وطاجيكستان، كجناح هجومي، وظهر كثيرًا داخل منطقة الـ18 للمنتخب المنافس.
هذه الاختراعات التي يقوم بها مانشيني في السعودية، مع تجاهله لبعض اللاعبين المتألقين، تنجح أمام المنتخبات الصغيرة والمتوسطة؛ ولكن يبقى السؤال: "هل ستواصل النجاح أمام الفرق الكبرى؟".