رغم الإثارة البالغة التي تشهدها مباريات كأس العالم قطر 2022، إلا أن مستقبل كريستيانو رونالدو هو الشغل الشاغل للإعلام الأوروبي والسعودي، حيث تزداد الأخبار يوميًا حول توصله لاتفاق على الانضمام للنصر السعودي بدءًا من يناير القادم.
النجم المتواجد مع منتخب بلاده البرتغال في قطر حاليًا فسخ عقده مع مانشستر يونايتد وارتبط بعدة وجهات على رأسها الدوري السعودي. خطوة ممتاز بالطبع لكن هل النصر هو الخيار الأفضل والمنطقي بالنظر لتاريخ رونالدو وخياراته السابقة؟
رونالدو واللعب مع الكبار
بالعودة إلى مسيرة رونالدو وخياراته السابقة في سوق الانتقالات نجد أنه اختار دومًا الفريق الأكبر في بلاده، صاحب الضمانات الأكبر للفوز محليًا وقاريًا.
هذا نجده منذ البداية حين اختار مانشستر يونايتد السير أليكس فيرجسون بقدراته العملاقة، ثم حين أراد الرحيل لم يذهب سوى لسيد دوري أبطال أوروبا، ريال مدريد، وبعدما انتهت الرحلة في العاصمة الإسبانية اختار عملاق إيطاليا، يوفنتوس، وفضل اللعب له.
دومًا ما اختار رونالدو اللعب مع الكبار، فضل دائمًا البيئة المستقرة والأجواء المشجعة وابتعد عن الأندية صاحبة المشاكل المالية والإدارية، وقد كانت رهاناته دومًا فائزة واستطاع الفوز بالعديد من الألقاب الجماعية مما ساعده على تحقيق طموحاته الفردية.
مانشستر يونايتد 2021 .. الخطأ الأكبر
انتهت مسيرة رونالدو مع يوفنتوس بخيبة أمل وإحباط كبير بعدما فشل في تحقيق الهدف الأهم وهو الفوز بدوري أبطال أوروبا، ولذا كان لابد من الرحيل إلى وجهة جديدة.
لم يشذ صاحب الـ37 عامًا عن القاعدة التي سار عليها دومًا، اختار الانضمام إلى مانشستر سيتي وهو الفريق الأقوى والأفضل في الدوري الإنجليزي، حيث سيضمن على الأقل الفوز بعدد من الألقاب المحلية والوصول لمراحل متقدمة من دوري الأبطال.
كان هذا اختيار العقل، لكن تدخل القلب فجأة بعد تدخل من السير فيرجسون ليُغير رونالدو قراره ويعود إلى مانشستر يونايتد الذي يمر بفترة صعبة جدًا، وقد كان ذلك الخطأ الكبير، حيث لم تسر الأمور كما المتوقع وانتهت بأسوأ طريقة ممكنة.
هل يُكرر رونالدو خطأ "اليونايتد" في السعودية؟
المنطق يقول أن اختيار رونالدو الانتقال للدوري السعودي لن يكون إلا عبر الهلال، الفريق الأقوى والأفضل والمتحكم بمسار البطولات ليس فقط في المملكة بل حتى في آسيا خلال السنوات الأخيرة.
النصر لم يفز بأي لقب كبير منذ دوري 2018-2019، فيما حقق الهلال منذ ذلك الوقت 3 ألقاب دوري ولقبين لدوري أبطال آسيا وحاز المركز الرابع مرتين في كأس العالم للأندية.
المنطق يقول أن اختياره للهلال هو الخيار السليم والمتوقع بالنظر إلى تاريخه وتحليل أفكاره وخطواته السابقة، لأنه سيضمن على الأقل الفوز بالبطولات المحلية والقارية والتواجد على الساحة العالمية، بجانب أن الفريق الأزرق مستقر تمامًا إداريًا وماليًا ولا يُعاني من أي مشاكل أو أزمات.
اختيار رونالدو للنصر مغامرة كبيرة بالفعل، رهان صعب جدًا، فالفريق الأصفر لا يتمتع بالاستقرار إداريًا وماليًا، ولا يُنافس على الألقاب مؤخرًا، وجمهوره متطلب جدًا وانفعالي في قراراته، وكما قال المدرب السابق كانيدا لصحيفة ماركا يوم أمس "النصر ليس الوجهة الذهبية وليس المكان المناسب للتقاعد الهادئ، هو نادٍ متطلب جدًا ويريد الفوز دومًا".