قبل 22 عامًا، في حادث مأساوي يشبه كواليس أفلام الخيال العلمي، سقط برجا التجارة العالميين في نيويورك، واقعة غيرت مجرى التاريخ الحديث للأبد.
بعد مرور عقدين تغير الكثير في كرة القدم أيضًا، فليونيل ميسي كان لايزال مراهقًا في برشلونة وكريستيانو رونالدو يجري أول مقابلة صحفية بينما توتي يرتدي قميص روما للمرة الأولى في أوروبا .. أما يوفنتوس فهناك قنبلة!
في هذا التقرير سنسلط الضوء على تلك الأحداث لكن من نافذة الرياضة .. أين كان نجوم كرة القدم في تلك اللحظة؟
كريستيانو وأول مقابلة صحفية
يستعد كريستيانو رونالدو لخوض أول مقابلة صحفية رسمية له، وكان قد وقع للتو على عقده الاحترافي الأول مع سبورتينج لشبوبة، بعد أن أظهر قدراته في أكاديمية النادي البرتغالي.
تم تحديد الموعد مع مراسل "Sport TV" بعد الغداء مباشرة، ذهب لشراء قميص جديد، إذ لا يريد تشويه صورته أمام أصدقائه القدامى من ماديرا، ثم بدأ كريستيانو البالغ من العمر 16 عامًا يروي الأيام التي يقضيها بين التدريب والمشي في بايكسا، والنزل الذي يعيش فيه والسفر بمترو الأنفاق كما اعترف بأنه لا يكسب الكثير"300 كونتو في الأسبوع" ووالدته هي من تحتفظ بكل أمواله في البنك.
في هذه اللحظة من الفيديو، تتوجه أعين الجميع نحو التليفزيون، صدمة من الصور التي يتم تمريرها على الشاشة، عقرب الساعة يدق نحو الثانية، وقد تحطمت الطائرة الثانية للتو في برج مركز التجارة العالمي الآخر.
يظهر على كريستيانو حالة من التأثر مختلطة ببعض من الألم، كما لو كان ركام الطائرة أصاب جسده، لحظات لن ينساها بالتأكيد البرتغالي.
الطفل الأعجوبة لايزال يشق طريقه
مر عام منذ أن غامر برشلونة وقدم بهذا الطفل الأعجوبة من الأرجنتين، يظهر هذا الطفل صاحب الـ 14 عامًا مهارات كبيرة لكن تنقصه بعض الأشياء كما قال في مقابلة أجراها في نفس ذات الشهر من عام 2001: "لازلت بحاجة ماسة إلى معالجة مشكلة اللياقة البدنية التي أعانيها بسبب خلل في الهرمونات، أعاني من قصر القامة مقارنة باللاعبين في نفس سني".
ميسي سعيد للغاية بأنه وجد ضالته في برشلونة، وحصل على الرعاية التي يحتاجها، وربما في وقت تلك الأحداث كان عائدًا من عطلته الصيفية في روزاريو إلى مكان الإقامة التي حصل عليها من برشلونة "جران فيا دي كارليس الثالث" على بعد حوالي عشر دقائق بالحافلة من كامب نو.. بعد مرور 21 عامًا من تلك اللحظة، لا يذهب ميسي إلى "كامب نو" بعد الآن أما بالنسبة لما قاله في المقابلة فميسي أصبح أعظم مراوغ عرفه التاريخ.
دوري أبطال أوروبا .. روما وريال مدريد
(C)Getty imagesكان فرانشيسكو توتي مستعداً لتسجيل ظهوره الأول مع روما جنبًا إلى جنب مع أنطونيو كاسانو وفينتشينزو مونتيلا في دوري أبطال أوروبا ضد "جالاكتيكوس" ريال مدريد.
يحكي توتي هذه الذكرى في 2011: "لقد كنت أشعر بسعادة غامرة لأني سأخوض أول مباراة لي في دوري الأبطال ثم ظهرت تلك المشاهد، شعرنا بالفزع ولكن كان علينا أيضًا التفكير في ريال مدريد، ثم وصلنا إلى الملعب وناقشنا فقط الأخبار التي جاءت من نيويورك".
وأضاف: "أبلغ فرانكو كارارو، رئيس الرابطة آنذاك، الاتحاد الأوروبي لكرة القدم بضرورة التأجيل "لأسباب تتعلق بالحساسية الخاصة بالموقف ولأسباب لوجستية"، لكنهم لم يرغبوا واختاروا الحداد ودقيقة من صمت"
في نهاية تلك اليوم فاز المرينجي بنتيجة 2-1 وسجل توتي هدفه الأول في دوري الأبطال من ركلة جزاء في أحلك أمسية.. بعد 21 عامًا بالظبط من الهجوم، لا يزال حذاء توتي معلقًا منذ 4 سنوات ليكتب قصة وفاء ليس لها مثيل، 25 موسمًا على التوالي ظل فيها مع روما، لم يخرج أبداً إعارة، وطوال تلك الفترة لعب 786 مباراة في جميع البطولات وسجل 307 أهداف بقميص “الذئاب”.
أما من جانب ريال مدريد..
بمناسبة الذكرى العشرين لهجمات 11 سبتمبر، نشر المدرب السابق لريال مدريد فيسنتي ديل بوسكي فيلماً وثائقياً مدته 20 دقيقة يستذكر تلك اللحظات المأساوية.
وذكر الإسباني مباراة في دوري أبطال أوروبا لريال مدريد في روسيا وقال: "لقد هبطنا في روسيا وبدا أن هناك حربًا جارية، قلت إنني أريد العودة إلى المنزل".
وفي حديث آخر نشرته "ماركا" الإسبانية العام الماضي، وصف خوسيه فيليكس دياز ودييجو بيكو وخوسيه أنطونيو سانز، مراسلي "BRAND" الذين رافقوا ريال مدريد وفالنسيا في رحلاتهم الأوروبية لتلك الأيام التاريخية، إذ قالوا: "الجميع في عالم الرياضة من جميع أنحاء العالم لازموا التليفزيون ومتابعة ما كان يحدث في نيويورك، لقد مرت 20 عامًا، لكن أثر تلك الذكرى لا يزال ملحوظًا على جسد الجميع، ندبة لا تزال مفتوحة لليوم".
"نكتة" قنبلة يوفي
Getty Imagesفي صباح اليوم التالي للحادثة، قرر الاتحاد الأوروبي لكرة القدم تأجيل مباريات دوري أبطال أوروبا، بما في ذلك مباراة يوفنتوس، وكان الفريق يشرع في العودة إلى إيطاليا على متن طائرته الخاصة، ثم حدث أمر يصفه البعض بـ "نكتة" لكنها كانت مروعة.
كان مركز التسوق المجاور للفندق يسمى "مركز التجارة العالمي" وشخص ما كان قد أبلغ الشرطة بأنه سيتم تفجيره بقنبلة، أصيب اللاعبون بالذعر ومن بينهم أليساندرو ديل بييرو الذي تحدث لاحقًا عن الأمر: "لم ينجح أي منا في التركيز على كرة القدم كنا مذعورين".
بعد أسابيع قليلة، ومع تصاعد التوتر الدولي بين البلاد، فإن الرحلة التي ستذهب بالفريق الإيطالي إلى البرتغال للعب المباراة التي تأجلت مسبقًا ستضطر فجأة إلى تغيير مسارها بسبب تدريبات الجنود الفرنسيين في حالة تأهب لـ 'أفغانستان"!