الحدث المناسب في التوقيت المناسب، ظللنا في السنوات الأخيرة نتحدث عن غياب اللاعبين العالميين عن الملاعب السعودية، رغم أن الدوري السعودي هو الأقوى في المنطقة الخليجية والعربية بشكل عام، تخرج التقارير الصحفية تتحدث عن مفاوضات مع هذا وذاك، لكن في النهاية يُغلق باب الانتقالات دون أي جديد باستثناء صفقة وحيدة أجراها نادي الشباب بالتعاقد مع الأرجنتيني إيفر بانيجا.
حاليًا وفي وقت من المفترض ألا يعلو صوت به إلا صوت الحدث العالمي "كأس العالم قطر 2022"، أصبح لا صوت يعلو به إلا صوت اقتراب النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو من اللعب للدوري السعودي، بدايةً من يناير المقبل.
يتصدر الدون عناوين الصحف الأجنبية والسعودية، وحقيقةً رغم أن خطوة التعاقد مع لاعب عالمي بحجم رونالدو تأخرت بعض الشيء إلا أنها أتت في التوقيت الأفضل على الإطلاق..
صحف العالم تتحدث عن تألق المنتخب السعودي في مونديال قطر وإسقاطه للمنتخب الأرجنتيني في حضور نجمه ليونيل ميسي، التقارير تؤكد رصد عدد من الأندية الأوروبية لأكثر من لاعب سعودي، تمهيدًا للتعاقد معهم خلال الميركاتو الشتوي المقبل، هذا بجانب ارتفاع مستوى الدوري السعودي بشكل كبير، إذًا أي توقيت أفضل من ذلك لتتجه أنظار العالم الأوروبي نحو الدوري السعودي!، فقط ينقص هذه الأجواء، إتمام صفقة الدون بالفعل على أرض الواقع..
المباراة التالية
مجهود سنوات تختصره جرة قلم
خمس سنوات من التخطيط والبناء قام بها مسؤولو الكرة السعودية، أسفرت عن عديد النجاحات بالفعل سواء على مستوى منتخب الشباب الذي يتصدر القارة الآسيوية حاليًا أو المنتخب الوطني الأول، الذي أبهر العالم في مونديال قطر.
ولا يزال العمل جاريًا ورؤية 2026-2030 قائمة، بدعم كامل من ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الذي لعب دورًا رئيسًا في كل ذلك، سواء بتوجيهاته أو بإقدامه على سداد كافة ديون الأندية قبل سنوات، لتسهيل مهمة التعاقد مع لاعبين أجانب على أعلى مستوى دون تكتيف لإدارات الأندية من وراء الديون.
الحديث حاليًا في الإعلام السعودي يدور حول وماذا بعد إبهار العالم في مونديال قطر؟، هذا السؤال ربما تكون الإجابة المختصرة عليه هي: "التعاقد مع رونالدو".
جرة قلم فقط من قبل الدون رفقة مسؤولي أحد الأندية السعودية كافية لتختصر الكثير من سنوات العمل للترويج للدوري السعودي في أوروبا.
وحقيقةً لن يكون هذا مجرد ترويجًا زائفًا لكون نجم بحجم رونالدو فقط يلعب في المملكة، إنما يستحق الدوري السعودي فرصة حقيقية، لمنحه الفرصة للظهور على الساحة الأوروبية، في ظل المستوى المميز الذي تقدمه الأندية كافة تقريبًا، فالفوارق تقلصت بشكل كبير بين الأندية.
هذا بجانب أنه سيكون أفضل رد على كافة الانتقادات التي وجهت للدوري السعودي من أوروبا في السنوات الأخيرة، والتي أكد أكثر من لاعب ومدرب أجنبي أنها انتقادات لمجرد الجهل بطبيعية الدوري السعودي والمملكة، إنما الحياة على أرض الواقع مختلفة تمامًا.
الحلم يصبح واقعًا
بالفعل حان وقت اتخاذ أكثر من لاعب سعودي خطوة الاحتراف الأوروبي، ليس فقط من أجل اللاعبين أنفسهم، إنما كذلك من أجل المنتخب الوطني، الذي كان في حاجة لخبرات الاحتراف في مونديال قطر، كي يترجم تألقه للتأهل لدور الـ16.
بدأت صحف أوروبا تتحدث عن أكثر من لاعب سعودي، لكن ربما تهدأ الأجواء مع مرور نشوة كأس العالم.
أهمية إنهاء التعاقد مع كريستيانو في الوقت الحالي، ربما أهم من أي وقتٍ مضى للاعبين السعوديين، كي تظل الأضواء تلاحقهم.
الكشافة بالفعل وجدوا طريقهم نحو لاعبي الأخضر، لكن هذا يحتاج لدعم أكبر، فالمونديال لم يبرز إلا عدد محدود من اللاعبين السعودي، فيما يخبئ الدوري السعودي مواهب أكثر تستحق الفرصة.
رونالدو ومفتاح بوابة المجد
استقدام لاعب عالمي للدوري السعودي خطوة كانت مستعصية على خلال السنوات الماضية، لأسباب معلومة وغير معلومة، لكن الأغرب كان إقدام عدد من لاعبي أوروبا على اللعب في الدوري القطري، والدوري الإماراتي دخل في المنافسة في الميركاتو الصيفي الماضي.
لكن حال التعاقد مع رونالدو فجبل الجليد بين الأندية السعودية ونجوم أوروبا سيذوب فور التوقيع، وسيكون بمثابة افتتاح لبوابة المجد أمام الدوري السعودي، ليسهل عملية التعاقد مع نجوم آخرين.
مجرد الحديث فقط عن اقتراب رونالدو من المملكة، فتح الباب أمام الحديث في أوروبا عن إمكانية انتقال النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي أيضًا للدوري السعودي، فماذا سيحدث إذا تم التعاقد رسميًا؟!