12 نقطة من 4 انتصارات في الدوري المحلي لباريس سان جيرمان، ولكن لا تدع النتائج المحلية تخدعك، الفوز بدوري أبطال أوروبا يحتاج لأكثر مما يمتلكه النادي الفرنسي.
المدرب لويس إنريكي واجه المأزق الذي عرف أنه سيقع فيه منذ توليه مهمة تدريب الفريق، وهو رحيل كيليان مبابي، حيث انتهى المسلسل المكسيكي الممل بانضمامه إلى ريال مدريد هذا الصيف.
الطبيعي والمنطقي بالنسبة لباريس كان التعاقد مع لاعب بديل لتعويضه، بالطبع ليس بنفس قيمته، لأن أمثال مبابي ليسوا متاحين بهذه السهولة، ولكن على الأقل التعاقد مع لاعب يمتلك مكانة مقاربة.
بعد سلسلة من الارتباط بفيكتور أوسيمين وخفيتشا كفاراتسخيليا ورافائيل لياو، خرج باريس من الميركاتو الصيفي دون البديل الحقيقي لمبابي، فهل يكفي ذلك للذهاب بعيدًا في دوري الأبطال؟
قرعة شبه مستحيلة
Getty Imagesفي الوقت الذي احتاج فيه باريس للحظ والرحمة في النظام الجديد لدوري أبطال أوروبا، جاءت القرعة بالكابوس الأسوأ للعملاق الفرنسي، ليقع في المواجهات الأصعب على الإطلاق من بين كبار القارة.
باريس سيلعب أمام جيرونا، آرسنال، آيندهوفن، أتلتيكو مدريد، بايرن ميونخ، سالزبورج، مانشستر سيتي وشتوتجارت، ليكون مهددًا بمغادرة المسابقة مبكرًا أو الدخول في مرحلة الملحق.
تابعوا أقوى الدوريات الأوروبية ومنافساتها عبر TODالنادي الفرنسي يلعب خارج ملعبه أمام آرسنال وبايرن ميونخ مما يمنح الأفضلية للثنائي الألماني والإنجليزي، كما يواجه مانشستر سيتي في حديقة الأمراء، ولكن الأخير يمكنه الفوز على باريس في أي مكان، وكذلك أتلتيكو بصفقاته الجديدة.
ماذا فعل باريس في السوق لمواجهة هذه المجموعة الصعبة؟ تعاقد مع المدافع ويليان باتشو، لاعب الوسط الشاب جواو نيفيز، أيمن كاري من لوريان، ديزيري دوي من رين، وهي الصفقة الهجومية الوحيدة التي أبرمها النادي في الصيف.
من الواضح أن لويس إنريكي قرر التخلي عن سياسة جلب النجوم ولو بشكل مؤقت، رغم الأموال التي تم توفيرها من راتب مبابي، ولكنه قرر الرهان على المنظومة، فهل يُصيب هذا الرهان؟
بل بمعنى أصح، هل ينجح الفريق في تحقيق ما فشل فيه مع نيمار وليونيل ميسي وكيليان مبابي في خط هجوم واحد؟
تعلموا من ريال مدريد
Gettyمنظومة إنريكي يمكنها النجاح في الدوري الفرنسي بسهولة، نظرًا للأسباب المعروفة بضعف المنافسة على المستوى المحلي، والفوارق الفنية الهائلة مقارنة بباقي الفرق، ولكن الأمور مختلفة تمامًا في دوري الأبطال!
ريال مدريد علمنا أن الجودة والتفاصيل الصغيرة هي التي تحكم في النهاية، والقدرات الاستثنائية للاعبين، هي التي تصنع الفارق في اللحظات الصعبة، والعملاق الإسباني لديه كل الإمكانيات، فينيسيوس جونيور، رودريجو، كيليان مبابي، جود بيلينجهام، فيديريكو فالفيردي وغيرهم.
يمتلك باريس بعض النجوم المميزين مثل أشرف حكيمي، ويليان باتشو، ميلان شكرينيار، فيتينيا وفابيان رويز، ولكن في خط الهجوم الإمكانيات تبدو محدودة للغاية، وغير كافية لصناعة الفارق في اللحظات الصعبة بدوري أبطال أوروبا.
الفريق سيدخل الفترة القادمة بمهاجم واحد فقط، وهو راندال كولو مواني الذي لم يثبت نفسه بأي شكل من الأشكال كبديل لمبابي، وذلك بسبب الغياب الطويل لجونسالو راموش الذي فشل في أداء نفس الوظيفة.
عثمان ديمبيلي هو اللاعب الوحيد في خط الهجوم الذي يمكن وضعه مع الكبار، ولكنه لن يكفي، ومن بجواره ليسوا جيدين بما فيه الكفاية لمقارعة عمالقة القارة مثل ريال مدريد وبايرن ومانشستر سيتي وبرشلونة وغيرهم.
ربما يظهر اسم برادلي باركولا كأحد العناصر المميزة، ومع ذلك فإن صاحب الـ22 سنة لا يزال يحتاج للكثير من النضج للتعويل عليه بدوري الأبطال، ونفس الأمر ينطبق على ديزيري دوي صاحب الـ19 سنة.
فكرة الاحتفاظ بمبابي كانت مستحيلة، لأن الفرنسي توترت علاقته كثيرًا بناصر الخليفي رئيس النادي، لذلك رحيله كان سيأتي عاجلًا أم آجلًا، المشكلة الحقيقية هي عدم تعويضه بلاعب يقترب من مكانته وقيمته الفنية، ليكون السيناريو الطبيعي هو مشاهدة حلقة جديدة من مسلسل الإخفاق الأوروبي لباريس.
ربما يخرج النقاد في فرنسا للتأكيد على أن باريس سيكون أفضل من دون مبابي، بالاعتماد على مصطلحات تصفه بالأنانية وأنه كان يضر المنظومة، وأن كل شيء كان ينصب من حوله، وأنه كان يهدم الجماعية، وكل هذه الأشياء التي تصاحب خروج أي نجم كبير من الباب الخلفي!
ربما سنحتاج إلى بضعة أسابيع فقط لمعرفة أن هذه الاتهامات باطلة، وأن كل هؤلاء سيدركون أن حلم الأبطال كان مرتبطًا بوجود اللاعب الذي سجل 48 هدفًا في المسابقة مع باريس وموناكو، ولا يوجد أي شخص آخر في حديقة الأمراء يقترب من هذه المكانة!