كتب | محمود عبد الرحمن | فيس بوك | تويتر
تصدر مدرب ليدز يونايتد بيلسا عناوين الصحف والمواقع الإنجليزية هذا الأسبوع بعد اعترافه بالتجسس على تدريبات ديربي كاونتي قبل المباراة التي جمعت بينهما وانتهت بفوز ليدز 2/0 ليعزز صدارته لترتيب جدول الدرجة الأولى الإنجليزي.
بل أن بيلسا ذهب لابعد من ذلك اليوم باعترافه أنه تجسس على كافة تدريبات خصومه في إنجلترا.
غير أخلاقي، مثير للاشمئزاز، غشاش.. هذه بعض الكلمات التي وصف بيها مارسيلو بعد اعترافه من قبل بعض النقاد.
وحاول بيلسا الدفاع عن أفعاله من خلال شرح أن هذا الأمر طبيعي في بلدان مختلفة في العالم، وأعلن أنه يتحمل كافة المسؤولية عن ما فعله.
لكن في اعتقادي أن بيلسا كان أكثر شجاعة من غيره بالنظر لأمور أسوأ بكثير تحدث في الملعب وخارجه يوميًا في كرة القدم.
المباراة التالية
كرة القدم الاحترافية في كثير من جوانبها لا تقوم على الأسس الأخلاقية من الأصل، أندية تحاول تحريض بعض اللاعبين على ترك أنديتهم، لاعبون يقومون بالغش للحصول على ركلات الجزاء، وكلاء لاعبين يحصلون على عمولات غير قانونية وراء الكواليس، ناهيك عن التلاعب في النتائج والفضائح التي طالت منظمات كرة القدم نفسها.
هذا لا يعني أن ما قام به بيلسا صحيح، ربما ما فعله غير أخلاقي، لكنه كان صادقًا في اعترافه بالذنب عكس الكثيرين!
ما يفصل بيلسا عن الآخرين هو أنه خرج وأعلن المسؤولية الكاملة عن أفعاله، واعترف بأنها كانت فكرته، واعتذر لكافة الأطراف المعنية.
يأتي بيلسا من ثقافة مختلفة وهو يتولى التدريب في إنجلترا للمرة الأولى، لكن أخبروني كام لاعب اعترف بالغطس بعد المباراة وندم على فعلته؟ نادر جدًا!
كم من اللاعبين سيعترفون للحكام بأن الهدف الذي أحرزوه مثلاً غير شرعي؟! لا أحد تقريبًا.
كان بإمكان بيلسا النفي أو عدم الحديث عن الأمر.. لكنه لم يفعل وكان شجاعًا في مواجهة الأمر.
الأمر الآخر ما هو التأثير الذي أحدثه تجسسه على نتيجة المباراة؟ هل أثر مثلاً على نتيجة المباراة؟! هو لم يضر بفرص منافسه، لم يمنع فرانك لامبارد من لعب المباراة، لكن ما قام به ربما كان له تأثير سلبي على الخصم وشككهم في أسلوبهم التكتيكي، عكس لاعب أو نادي قام بغش أثر فعلاً على نتيجة المباراة.