20230416 Tuchel Guardiola(C)Getty Images

توماس توخيل .. الأكذوبة التي صنعها جوارديولا

لنعد بالذاكرة إلى ليلة الثامن والعشرين من مايو 2021، تلك الليلة حين جاءت فكرة غريبة لبيب جوارديولا، مدرب مانشستر سيتي بعدم إقحام رودري بالتشكيل الأساسي لفريقه ضد تشيلسي في نهائي دوري أبطال أوروبا، القرار الذي غير الكثير في معالم كرة القدم!

فاز تشيلسي باللقب بفضل هدف كاي هافيرتس في اليوم التالي، وحقق لقبه الثاني في دوري الأبطال، بينما استمرت ذات الأذنين في التمنع على سيتي بسبب "فلسفة" جوارديولا المبالغ فيها باعترافه الشخصي، ولكن على الجانب الآخر كان هناك مدير فني يصنع المجد.

الموضوع يُستكمل بالأسفل

صعود توخيل

في 2021 بلغ توخيل نهائي دوري الأبطال للموسم الثاني على التوالي، ومع فريقين مختلفين في سابقة تاريخية عقب قيادته بي إس جي لنهائي 2020 والخسارة من بايرن ميونخ، ثم التعويض وتحقيق لقبه الأول مع البلوز، ليسطر اسمه كأحد المتوجين باللقب، ويدخل قائمة أفضل المدربين في تاريخ المسابقة.

قبل تحقيق الأبطال مع تشيلسي، كان يملك توخيل مشواراً لا بأس به مع الفوز بالبطولات، كأس ألمانيا في دورتموند، ومثيلاتها في فرنسا مع بي إس جي، بالإضافة للقب الدوري هناك وأيضاً كأس الدوري، ليخرج من عباءة شبيه كلوب، ويقدم نفسه كمدرب كبير في الساحة الأوروبية.

هبوط توخيل

ولكن عقب التتويج بالأبطال في تلك الليلة في بورتو، اختلفت حظوظ المدير الفني الألماني، وعانت مسيرته كثيراً في الوقت الذي كان يفترض أن تبدأ في اللمعان كما حدث مع كلوب منذ بداية "منافسته" مع جوارديولا، إقالة من تشيلسي لم تكن مبررة من قبل إدارة تود بولي أثبت الوقت عدم صحتها، ثم تعيين في بايرن منتصف الموسم كُلل بلقب البوندسليجا ليس بفضل قوة البافاري ولكن لتفريط بوروسيا دورتموند في فرصة تاريخية لا تعوض في اللحظات الأخيرة، والآن ملامح موسم صفري كارثي تلوح في الأفق للمرة الأولى منذ سنوات.

لم يعرف بايرن طعم الانتصار هذا الأسبوع، ثلاثية نظيفة ودرس كروي في ليفركوزن جعله يبتعد بخمس نقاط عنه في صدارة البوندسليجا، ثم سقوط بهدف ضد لاتسيو في روما بذهاب دور الستة عشر من دوري أبطال أوروبا، نتيجة يمكن تعويضها في العودة ولكن العرض الفني لا يوحي أن هذا الفريق قادر على الذهاب بعيداً في المشوار القاري هذا الموسم، وبعد خسارة السوبر مطلع الموسم والخروج الفاضح من فريق درجة ثالثة من الكأس، الموسم الصفري يبدو واقعاً قريب الحدوث بحلول مايو.

لا يمكن التشكيك في قدرات توخيل الفنية كمدرب، ولكن يعاب عليه عمره القصير في الأندية التي دربها بسبب ما يحدث خارج الميدان وليس داخله، دائماً تبدأ المشاكل في التفاقم مع الإدارة واللاعبين، وهو ما ينعكس داخل الميدان، كما حدث كمثال مع ماتايس دي ليخت هذا الموسم من استبعاد مثلاً، ومن قبله نصير مزراوي.

بايرن السبب؟

يفترض أن عندما تتوج بلقب رغم المعاناة كما حدث الموسم الماضي أن تستغل النجاح للبناء، العكس حدث رغم تعاقد الفريق مع لاعب بحجم هاري كين لتعزيز نقطة ضعفه في الهجوم، ولكن تشعر أن بوجود توخيل هناك "قنبلة" توتر الأجواء داخل النادي حتى قبل هزيمتي ليفركوزن ولاتسيو، فقبلها لم يكن الوضع كارثياً، وبايرن متعود على العودة من الخلف في البوندسليجا وقهر خصومه نحو القمة.

بالتأكيد يعاني بايرن من مشاكل جمة إدارية وفنية منذ الموسم الماضي، ولا يمكن تحميل المدرب وحده السبب في تراجع المستوى كما قال نجوم الفريق مانويل نوير وتوماس مولر مؤخراً، ولكن إذا حدث وخرج الفريق بموسم صفري كارثي سيكون هو كبش الفداء الأول.

برشلونة؟

خرجت تقارير تفيد بارتباط توخيل بتعويض الراحل تشافي في تدريب برشلونة الموسم المقبل، الأمر الذي تسبب في أزمة بافارية أخرى بسبب تصريحه علناً بالترحيب بالأمر، قبل أن يقول إن تم تفسير تصريحاته بشكل خاطيء بعد موجة الهجوم عليه.

معادلة جمع توخيل ببرشلونة حالياً عطفاً على ما ناقشناه بخصوص المدرب الألماني، وما يعيشه الفريق الكتالوني من عدم استقرار وتخبط فني واقتصادي قد تكون كارثية للطرفين، ولكن أكثر للمدير الفني الذي لم تتحمل مسيرته سقطة أخرى مع أحد الكبار.

دورتموند، بي إس جي، تشيلسي، وبايرن ميونخ .. على الورق تبدو مسيرة مثالية، ولكن التدقيق فيها يواري عوراتها، وبالتحديد منذ تلك الليلة في ملعب "الدراجاو" التي قد تكون الأفضل في مسيرة توخيل على الإطلاق، ولكن قد تكون أيضاً المنعطف الذي كتب بداية نهايتها دون أن يدري!

إعلان