رحل كريستيانو رونالدو عن مانشستر يونايتد في 2009، وهو أحد أهم أساطير النادي الإنجليزي، وعاد له هذا العام وهو من أساطير كرة القدم عمومًا.
المهاجم البرتغالي فجر مفاجأة سعيدة على قلوب عشاق الشياطين الحمر، بعدما قرر الرحيل عن يوفنتوس عائدًا إلى بيته القديم في الأيام الأخيرة من سوق الانتقالات الماضي.
ما جعل الأمور أكثر إثارة، رغبة مانشستر سيتي في ضم اللاعب، وقرار رونالدو بتفضيل ناديه السابق، ليثبت أقدامه داخل قلوب عشان يونايتد.
ولكن بعد عودته إلى بيته الذي شق من خلاله طريقه نحو الشهرة، هل يمتلك رونالدو الصلاحيات التي امتلكها مع ريال مدريد ويوفنتوس في آخر تجربتين له؟
اللاعب يجلس اليوم على دكة البدلاء أمام إيفرتون في الجولة السابعة من الدوري الإنجليزي، وهو ما يؤكد أن الإجابة بكل تأكيد "لا"..
ركلات الجزاء
Getty Imagesمنذ قدوم رونالدو وكانت هناك العديد من التكهنات، حول المسدد الأول لركلات الجزاء في مانشستر يونايتد، في ظل تواجد برونو فيرنانديش.
الجميع كان ينتظر، حتى جاءت اللحظة التي اكتشفنا فيها قرار أولي جونار سولشاير، بتفضيل فيرنانديش على رونالدو بكل ما يملكه من صلاحيات وتاريخ.
صانع الألعاب البرتغالي أطاح بركلة الجزاء فوق العارضة السبت الماضي، ليحرم فريقه من نقطة أمام أستون فيلا في الدوري الإنجليزي.
في الحقيقة سنجد أن برونو كان الخيار الأفضل من الناحية الرقمية، لأنه سدد 42 ركلة على مستوى الأندية، سجل منها 39 وأهدر 3 فقط محققًا نسبة 92.9%.
Getty انقر هنا من أجل المشاركة في تحديات باور هورس والفوز بجوائز قيمةوبالنسبة للناحية الدولية، فقد سدد 3 ركلات مع المنتخب البرتغالي، سجلهم جميعًا لتكون نسبته 100%.
وتعتبر هذه المرة هي الأولى التي يهدر فيها اللاعب ركلة جزاء بعد 23 محاولة مع الفريق الإنجليزي.
وعلى الجانب الآخر سدد رونالدو 147 ركلة مع الفرق التي مثلها، سجل 125 ووصلت نسبته إلى 85%.
Gettyوبالنسبة للركلات الدولية مع البرتغال، فقد سدد 20 مرة، سجل 14 هدفًا منها ووصلت نسبة نجاحه إلى 70% وهو ما يعكس تفوق زميله.
ورغم هذه الحقيقة الرقمية، يجب الالتفات إلى أن رونالدو سدد أكثر من برونو عمومًا، وكذلك هو رونالدو ووضعه يجب أن يختلف عن جميع اللاعبين، كما أنه يعتبر من أفضل المسددين للركلات في تاريخ اللعبة عمومًا وليس في وقتنا الحالي فقط.
شارة القيادة
Gettyدليل آخر على أن رونالدو ليس البرتغالي الأهم في مانشستر يونايتد، حيث يحتل برونو فيرنانديش هذه المكانة بالفعل مع الشياطين الحمر.
رغم قدومه منذ عامين فقط، إلا أن هاري ماجواير هو قائد مانشستر الرئيسي، بناء على ما توصل له سولشاير الذي جاء باللاعب إلى أولد ترافورد مقابل 87 مليون يورو.
ماجواير هو القائد رغم تواجد من هم أقدم منه مثل دافيد دي خيا، وبول بوجبا وماركوس راشفورد، ولكن ماذا حدث خلال فترة إصابته؟
هل حصل رونالدو على شارة القيادة باعتباره من رموز الشياطين الحمر، ويتمتع بشخصية استثنائية كأيقونة وأسطورة لكرة القدم؟
الإجابة كانت لا، حيث كان برونو مرة أخرى هو القائد، رغم قدومه للفريق في يناير 2020، حيث لم يعتمد سولشاير على من أقدم منه ولم يحاول منح نفس الاستثناء لرونالدو.
التبديل
Getty Imagesكريستيانو رونالدو وليونيل ميسي لهما مكانة تختلف عن باقي اللاعبين في العالم، وهي أن كل منهما غير قابل للتبديل.
الأمر حدث مع ميسي خلال مواجهة باريس سان جيرمان فريقه الجديد ضد ليون، حينما خرج في الشوط الثاني، لتنقلب الصحافة الفرنسية والعالمية بسبب هذا الحدث غير المعتاد.
الموقف ذاته وقع لرونالدو من قبله أمام يانج بويز في دوري أبطال أوروبا، عندما خرج البرتغالي في الدقيقة 72 أمام الفريق السويسري الذي حسم المباراة لصالحه 2/1.
تبديل رونالدو لم يأخذ هذا الصخب الذي صاحب تغيير ميسي، كما أن البرتغالي لم يخرج غاضبًا مثلما فعل الأرجنتيني ورفض مصافحة مدربه ماوريسيو بوتشيتينو.
Gettyسولشاير خرج في تصريحات صحفية كذلك، ليؤكد أن رونالدو نفسه لا يمانع التبديل أو الجلوس على الدكة هذا الموسم.
وقال النرويجي في تصريحات صحفية الأسبوع الماضي:"كنا نعلم أنه سيكون له تأثير كبير داخل وخارج الملعب، ولا يزال محترفًا للغاية، دائمًا يظهر حالة من الانضباط تساعد على تحقيق أقصى استفادة منه، ويظل دائمًا هو الأفضل من حيث معدل العمل والسلوك والتواصل، هو يعلم أنه ربما لن يلعب كل مباراة، ولكن هذه المحادثة أتركها لوقتها عندما لا يكون جاهزًا".
الأمر لم يتوقف عند ذلك الحد، بل جلس اللاعب على دكة البدلاء ضد إيفرتون، وهي مفاجأة غير متوقعة، بعد دور اللاعب الحاسم في الفوز على فياريال وتسجيله هدف الانتصار في اللحظات الأخيرة يوم الأربعاء الماضي في دوري أبطال أوروبا.
وهو ما يأخذنا في النهاية إلى حقيقة، أن رونالدو الحاصل على 5 كرات ذهبية لن يتمتع بوضعه المعتاد خلال تجربته الحالية مع الشياطين الحمر، وربما لا يعتبر هو اللاعب الأهم بالفريق، أو حتى البرتغالي الأهم بالشياطين الحمر !
ربما تكون محاولة من سولشاير لإيصال رسالة بأن فريقه لن يكون فريق الرجل الواحد وهو رونالدو، وأن روح الجماعة هي الأهم، ولكن هل يقبل البرتغالي المخضرم بهذا الوضع؟
اقرأ أيضًا ..