Cristiano Ronaldo Messi GettyImage

صدق ميسي وكذب رونالدو .. البرغوث يثبت تفوقه على صاحب الصوت العالي!

"الجسد لا يرحم، مع مرور السنين يصبح الأمر أكثر صعوبة"

"أستطيع اللعب لخمس سنوات أخرى، أريد الاستمرار في تسجيل الأهداف وأرقامي تتحدث عني"

الجملة الأولى قالها ليونيل ميسي قبل أيام قليلة من تتويجه بالكرة الذهبية السادسة عام 2019 ليتمكن بعدها بعامين من العودة مرة أخرى وتحقيق السابعة والابتعاد أكثر برقم قياسي قد لا يتحطم أبدًا.

الموضوع يُستكمل بالأسفل

أما الثانية فقالها كريستيانو رونالدو في عدة مناسبات، آخرها منذ عدة أيام فقط في ظل مروره بفترة سيئة مع مانشستر يونايتد لم يسجل فيها سوى هدف واحد فقط في آخر 10 مباريات منها لقاء غاب عنه بداعي الإصابة.

الحقيقة أنّ ميسي كان صادقًا أكثر ومعبرًا عما يمر به دون الاهتمام بالتصريحات الرنانة أو القوية، أما رونالدو فقد أضحى صوتًا مرتفعًا ليغطي على الأصوات التي تنتقد تراجع مستواه الواضح للجميع!

الجسد لا يرحم حقًا

LIONEL MESSI PSGGetty Images

المنافسة بين ميسي ورونالدو هي أحد أعظم – إن لم تكن الأعظم – السباقات بين لاعبيّن في تاريخ كرة القدم، والتي امتدت لنحو عقد من الزمان.

ميسي تفوق في بعض الجوانب ورونالدو أبدع في أخرى، لكن الأكيد أنّ الصراع بينهما كان متوقع الوصول إلى نهاية، مثله مثل كل الأشياء الجميلة في حياتنا.

وحينما بلغ كل لاعب منهما من العمر أرذله، اتخذا طرقًا مختلفة للاستمرار فترة أطول في الملاعب، فميسي لم يعد مهتمًا بالتسجيل والصناعة في كل مباراة واكتفى بأي يصبح صانع الألعاب أو المهاجم الثاني.

فبعد جملته، صحيح حقق لقب هداف الدوري الإسباني مرتين في موسم 2019-2020 وكذلك 2020-2021 وانفرد بالأكثر تتويجًا بجائزة البيتشيتشي عبر التاريخ، لكن سجله التهديفي كان ضعيفًا مقارنة بسنوات مجده السابقة.

الأهم أنّ سجله في صناعة الأهداف مرتفع، ففي 2020 كان الأكثر صناعة للأهداف في الدوريات الخمس الكبرى بواقع 22 هدفًا وسجل 25 فقط، أما الموسم السابق فصحيح وصل إلى 11 صناعة فقط لكنّه خلق 77 فرصة كأعلى رقم في الدوري الإسباني، ويبتعد فقط بنحو 30 فرصة عن الأفضل في الدوريات الخمس الكبرى كيفين دي بروينه.

مجهود البرغوث البدني أصبح أقل بشكل واضح، ولم يعد يضغط كما في الماضي، وأصبح يدخر مجهوده، وقرر التضحية بمعدلاته التهديفية المرتفعة مقابل صناعة العديد من الفرص.

الموسم الحالي، صنع ميسي أهدافًا مع باريس سان جيرمان أكثر مما سجل، فيمتلك 11 صناعة مقابل هدفين فقط في الدوري الفرنسي خلال 16 مباراة، وهو أكثر من صنع أهدافًا في الدوريات الخمس الكبرى خلال عام 2022.

ميسي هنا فهم جيدًا طبيعة لعبه وطبيعة جسده، وبالتالي قرر أن يكون مؤثرًا في كل لقاء بتمريرة عبقرية أو صناعة فرصة خطيرة حتى لو تسبب ذلك في تراجع معدلاته التهديفية، لكن رونالدو يختلف ...

المكابرة لأجل لا شيء

Cristiano Ronaldo Manchester United GFX Getty Images

لا يمكن أن يقلل أحد من تاريخ كريستيانو رونالدو، فعدد بطولاته وأرقامه التهديفية التي جعلته الأكثر تسجيلًا للأهداف عبر تاريخ كرة القدم بحسب آخر الإحصائيات تشهد على ذلك.

لكن الجسد لا يرحم حتى لو لم يخرج رونالدو ليصرح بذلك.

فكريستيانو بعد أن وصل لسن الثلاثين ووجد أنّه لم يعد قادرًا على القيام بالأدوار المركبة السابقة، قرر أن يتحول لآلة تهديفية لا تتوقف ونجح في ذلك بصورة كبيرة خلال السنوات الماضية، سواء في أيامه الأخيرة مع ريال مدريد أو حتى رفقة يوفنتوس.

لكن كلما كبر في السن، كلما أصبح أقل جهدًا وأقل قدرة على تطبيق الأفكار في عقله وبسبب المكابرة لا يزال يصر على أنّه الأفضل وقادر على الاستمرار لما بعد سن الأربعين.

رونالدو أصبح لاعبًا يسجل أهدافًا فقط، فإن فعلها صار مؤثرًا وإن لم يفعلها فلن تشعر بوجوده، بل أحيانًا يكون سببًا رئيسيًا في أزمات الفريق.

على سبيل المثال، حينما واجه رونالدو برشلونة مع يوفنتوس في دوري أبطال أوروبا على ملعب كامب نو وسجل هدفين، لمس الكرة 50 مرة فقط في 75 دقيقة، بينما ريكي بوتش لاعب البلوجرانا الذي حلّ بديلًا في آخر ربع ساعة لمس الكرة 51 مرة.

رونالدو إما أن يسجل أو يختفي، فبينما صنع ميسي 45 فرصة محققة للتسجيل لرفاقه خلال الموسم الحالي، صنع صاروخ ماديرا 20 فقط، والموسم الماضي صنع البرغوث 77 فرصة وكريستيانو 35.

الصدق أم الكذب؟

Messi Ronaldo statsPressbox/Getty

ميسي كان صريحًا ومباشرًا، يعلم جيدًا أنّ أيامه في كرة القدم معدودة، وربما يفكر جديًا في الاعتزال بعد كأس العالم المقبلة خاصة لو نجحت الأرجنتين في تحقيق اللقب ليحصد البرغوث كل الألقاب الممكنة.

وبالتالي تراجع مستواه عما كان يقدمه في الماضي وتركيزه على أدوار مؤثرة باستمرار وأن يصبح حلقة وصل بدلًا من المحصلة النهائية، جعله يؤدي بشكل جيد في الملعب بصورة شبه مستمرة.

أما رونالدو الذي يصر على أنّه لا يزال قادرًا على العطاء ولا يزال الشاب الصغير القادر على تسجيل العديد من الأهداف والتألق بصورة مستمرة جعل الجميع مطالب بالتحسن حتى يضع صاروخ ماديرا الكرة في الشباك.

ربما يحتاج رونالدو لقليل من الصراحة بدلًا من المبالغات التي يعتبرها البعض وسيلة لتشجيع نفسه لكنها انقلبت عليه وجعلته يعيش في زمن لم يعد زمنه!

اقرأ أيضًا:

"على رونالدو الاعتزال، لا نريد ان نشفق عليه!"

عاد برغوث برشلونة.. ماذا قدم ميسي أمام سانت إتيان؟

إعلان