الكرة في أقدام ستيفين جيرارد بعد أن استعادها من نجوم تشيلسي وأصبح في طريقه لبناء هجمة جديدة لليفربول، ولاعب الفريق الجديد فيرناندو توريس يتحرك على الجانب الأيسر وحده دون مساندة.
جيرارد يمرر الكرة ولكنا لا تبدو فرصة خطيرة على الإطلاق، فسيتوجب على ذلك القادم حديثًا من الدوري الإسباني أن يتجاوز دفاعات البلوز قبل أن يسجل هدفًا.
بلمستين للكرة أصبح مهاجم ليفربول الجديد مواجهًا للمرمى وبلمسة آخرى أصبحت الكرة في شباك البلوز معلنًا عن الهدف الأول للريدز في المباراة بالدقيقة الـ 16.
تلك اللحظة لن ينساها أي مشجع لنادي ليفربول عندما شاهدوا فيرناندو توريس يسجل هدفه الأول من أهدافًا عديدة سجلها لاحقًا بقميص الريدز لمدة سنوات.
فيرناندو توريس يعلن اعتزال كرة القدم
توريس الذي كان قبل أقل من 11 عام يبدأ مشواره مع ليفربول وينطلق في مسيرة من النجاح أعلن اليوم اعتزاله كرة القدم بشكل نهائي، في عمر الـ 35 عامًا، وهو في جعبته ألقابًا نجحت قلة قليلة من نجوم العالم في جمعها معًا، وتشير بشكل واضح لنوع الموهبة التي كان عليها النينو وهو لاعبًا.
حصل توريس على كأس العالم ولقبي كأس أمم أوروبا ودوري أبطال ولقبي دوري أوروبي وكأس اتحاد إنجليزي وكان هداف كأس القارات 2013 وهداف يورو 2012، كلها ألقابًا وانجازات تعكس حقيقة مسيرة النجم الإسباني التي سنتناولها في الأسطر المقبلة:
البداية من كابتن ماجد
Akiba Gamers
ولد فيرناندو جوزيه توريس سانز في بلدية فوينلابرادا على أطراف العاصمة الإسبانية مدريد، وبدأ في مداعبة الكرة من عمر صغير للغاية فانضم لأندية محلية أمثال باركيو ورايو.
بدأ توريس مسيرته وهو حارس مرمى بعد ذلك تحول لمهاجم بعدما تسبب الأنمي الياباني الشهير "كابتن تسوبا" - المعروف بكابتن ماجد في نسخته العربية - في تغيير مركزه مستلهمًا تسجيل الأهداف من بطل هذا المسلسل الكارتوني.
ولم يمر وقتًا طويلًا حتى لفت مستوى توريس في الهجوم أنظار جيران رايو في العاصمة أتلتيكو مدريد، وذهبوا فورًا ووقعوا معه ليكون بعد ذلك واحدًا من أساطير النادي.
توريس لعب لأتلتيكو مدريد وهو في عمر الـ 11 فقط تحديدًا في عام 1995 ونجح سريعًا في إثبات صحة قرار الإدارة في ضمه من رايو، وبعد سنوات قليلة تحديدًأ في 2001 تم تصعيده ليلعب مباراته الأولى مع الفريق الأول ضد ليجانيس وبعد أيام سجل هدفه الأول ضد الباسيتي في المباراة التالية.
واستمر تألق توريس أمام كل الخصوم بما فيهم ريال مدريد الذي هز شباك كاسياس من خلالهم وبرشلونة التي خسرت بالكامب نو بثنائية كانت بتوقيه وغيرهم من ضحايا الليجا.
وقت الرحيل؟
بزغ نجم توريس سريعًا بالفريق الأول وأصبح لاعبًا مؤثرًا وجاء له تشيلسي في صيف ما من أجل ضمه وهو عمره 19 عامًا فقط لكن الروخيبلانكوس أوقفوا كل شيء وصالحوا توريس بمنحه شارة قيادة الفريق، ليعيش حلمًا لم يكن ليعيشه في أكثر خيالاته جموحًا.
بعد عدة مواسم من تألق توريس رفقة أتلتيكو مدريد وإثباته لقدراته الفنية الكبيرة جاء ليفربول يطرق الباب من أجل ضمه، وهذه المرة فشلت إدارة النادي الإسباني في الحفاظ عليه ورحل بنهاية موسم 2007-2008.
الانضمام لليفربول لم يكن سهلًا بالنسبة لتوريس الذي أمضى عمره كله في إسبانيا، وزاد من صعوبة تلك الخطوة الأسماء التي عليه أن تتم مقارنته بها من أساطير النادي، والعبء الكبير الذي سيحمله بمجرد ارتداء قميص الفريق.
لكن على عكس المخاوف كان توريس بطلًا من أبطال جماهير ليفربول، وحصل على أغنيته الخاصة التي تم ترديدها في كل مباراة بملعب الأنفيلد.
وبالرغم من تألق توريس في صفوف ليفروبل كانت الأزمة الكبرى هي عدم تحقيق أي ألقاب، رغم هروبه من ثنائي الليجا المتوحش ريال مدريد وبرشلونة، وجد نجم منتخب إسبانيا نظراء لهم في إنجلترا على هيئة مانشستر يونايتد وتشيلسي في فترة سيطرا فيها على كل شيء هناك من دوريات وكؤوس.
رقمًا قياسيًا في الانتقالات
الحسرة هي العنوان المناسب لتلك الفقرة، ونحن هنا نتحدث عن جماهير ليفربول الذين اضطروا أن يشاهدوا نجمهم الأول يرحل لفريق خصم في يناير 2011.
توريس انضم لتشيلسي مقابل 50 مليون جنيه استرليني وهو رقم قياسي في سوق الانتقالات الإنجليزي، وتباينت ردود الأفعال بين حرق لقمصانه وبين تلقيه لخطابات شكر من بعض الجماهير على فترته مع الريدز.
فرغم كل شيء توريس سجل 65 هدفًا بقميص ليفربول خلال فترة وجيزة ويستحق بعض الاحترام من الجماهير الخاصة بالريدز، حتى لو كان راحلًا لفريق منافس، فالرجل قدم كل ما لديه ولا يحصل على شيء حقيقي في المقابل سوى الأموال، وكيف تغني الأموال عن مجد التتويج بالألقاب ولذة احساس ميداليات التتويج حول الرقبة.
لا أحد يمتلك كل شيء
لم تكن فترة توريس في صفوف تشيلسي مثالية بالنسبة له على المستوى الفردي، لكن على المستوى الجماعي فالنجم الإسباني أمضى أفضل سنواته على الإطلاق.
بدايته مع الفريق كانت صعبة وقاسية حيث احتاج لـ 903 دقيقة ليسجل هدفه الأول، ولم يصبح الأمر أسهل من بعد ذلك بالعكس استمرت معاناة توريس وحتى يومنا هذا يحكم على ذلك الانتقال بأنه من الأسوأ في العقدين الأخيرين بناءًا على التوقعات التي بنيت وقت الإعلان عن الصفقة.
رغم ذلك ظهر توريس في أوقاتًا صعبة وحاسمة عديدة على سبيل المثال عندما سجل في برشلونة بنصف نهائي 2012 وذهب ليسجل في النهائي ويحقق دوري الأبطال، وبعد أقل من عام سجل في نهائي جديد للدوري الأوروبي ونال اللقب في العاصمة الرومانية بوخاريست.
تخبطات وإصابات
بعد فترته في تشيلسي ذهب توريس في ستة أشهر لميلان الإيطالي، ولسوء حظه ذلك الميلان كان مختلفًا تمامًا عما كان عليه قبل سنوات قليلة فقط.
من يعلم ما الذي كان توريس قادرًا على تحقيقه رفقة جيلًا قويًا لميلان لو كان قد لحق بهم، لكنه بعد مرور ستة أشهر فقط أعلن عودته لأتلتيكو مدريد.
وكانت العودة تليق بنجم الفريق حيث حضر 45 ألف متفرج في ملعب فيسينتي كالديرون من أجل مشاهدة نجم طفولتهم ومراهقتهم يرتدي قميص فريقهم المفضل من جديد.
مسيرة دولية استثنائية
لو أردنا أن نختصر الحديث عن مسيرة توريس الدولية سنقول لقبين قاريين وكأس عالم، لكن كل تلك الأشياء حققها جيله بمنتخب إسبانيا فما الذي ميز توريس حقًا؟
الميزة الأساسية التي تميز بها توريس في تلك الفترة التي حقق فيها البطولات الدولية عن زملائه في الفريق كانت تتمثل نهاية مسيرته الناجحة في ليفربول وبدايات مسيرته الصعبة في تشيلسي.
ضف لذلك إسهاماته الواضحة في تحقيق اللقبين، خاصة بطولة 2012 التي كان الهداف الخاص بها في نهايتها.