عزيزي القارئ لا تتوقف فقط عند العنوان وقبل أن تلعنني وتتهمني بـ "الحرقان" وقبل أن يأتي آخر ويحتفي بانتقادات رونالدو اللاذعة توقف لحظة واقرأ وجهة النظر.
مع انتقال كريستيانو رونالدو إلى يوفنتوس أصبح الضوء عليه أقل مما كان في ريال مدريد وأصبح الصراع الدائر بينه وبين ليونيل ميسي أقلّ توهجًا وبريقًا ولا يظهر فقط سوى في ليالي الأبطال.
النتائج لم تخدمه الموسم الماضي، فالفوز بالدوري والسوبر الإيطالي ليس حدثًا نادرًا في تورينو والجمهور لا ينتظر سوى التتويج بدوري أبطال أوروبا الذي طال انتظاره، وحتى أرقامه الفردية لم تكن على المستوى المنتظر من الأفضل في العالم 5 مرات.
الموسم الحالي عانى أيضًا ولكن هذه المرة في المشاركة بعد أزمته الأخيرة مع ماوريسيو ساري وخروجه مرتين من المباراة وغيابه عن أخرى رغم أنّنا شاهدنا اللاعب يتألق مع البرتغال ويسجل 4 أهداف في مباراتين.
فهل ساري مصيبًا ورونالدو حقًا لم يعد ذلك النجم غير القابل للاستبدال؟ هل انتهى كريستيانو؟
المباراة التالية
العودة إلى الماضي
Getty Imagesربما موسم 2011-2012 هي أكثر المواسم التي تعرض فيها صاروخ ماديرا للظلم، ليس فقط لكونه قاد ريال مدريد للفوز بالدوري برصيد 100 نقطة ولكن أيضًا لأن أرقامه على المستوى الشخصي كانت عظيمة ولولا انفجار ليونيل ميسي وقتها لاستحق بلا منازع الكرة الذهبية.
رونالدو سجل 60 هدفًا بمعدل هدف كل 81 دقيقة وصنع 15 هدفًا كما خلق 90 فرصة لزملائه والأهم أنّه شكل ثلاثية مع كريم بنزيما وجونزالو هيجواين سجلوا مجتمعين 118 هدفًا كأكثر ثلاثي وقتها قبل تشكيل الـ MSN.
رونالدو لم يكن فقط آلة تهديفية تسجل من أقل الفرص ويقلب نتائج مباريات رأسًا على عقب ولكنّه أيضًا كان جزءًا رئيسيًا في صناعة اللعب وخاصة في عملية التحولات تحت قيادة المدرب جوزيه مورينيو.
الزمن يدور
Getty Imagesقبل ساري.. كيف أغضب فيرجسون وزيدان رونالدو بالتبديلات
استمر رونالدو لاعبًا مميزًا داخل وخارج منطقة الجزاء حتى جاء موسم 2015-2016 وبدأ يتراجع بوضوح وعامل السن كان سببًا رئيسيًا دون شك.
بعد فترة قلت إسهامات صاروخ ماديرا في صناعة الفرص وأصبح آلة تهديفية فقط لديه القدرة على الحسم ولذلك توهج في موسم 2016-2017 بالتزامن مع تألق لوكا مودريتش وتوني كروس وإيسكو.
بالنظر إلى مدى صناعة مهاجم يوفنتوس للفرص نجد أرقامه في تراجع خلال السنوات الماضية، ففي 2012-2013 تراجع إلى 88 ثم 71 وجاء في موسم 2014-2015 ليصنع 97 فرصة ثم عاد في الموسم التالي وتراجع إلى 74 فرصة ثم 57 في موسم 2016-2017 وبعدها إلى 54 فرصة ومع يوفنتوس في الموسم الأول وصل إلى 67 فرصة قبل أن تقل في الموسم الحالي إلى 21 فرصة.
بعيدًا عن الأرقام، المتابع الجيد لما يقدمه رونالدو يجده لم يعد ذلك اللاعب المرعب خارج منطقة الجزاء وهذا أمر منطقي بعدما وصل إلى عامه الـ 34.
أن تكون منتهيًا
Gettyلاعبو كرة القدم ليسوا آلات تعمل بزر تشغيل وإطفاء ففجأة في القمة ثم في القاع ولكن كل لاعب يتراجع مستواه تدريجيًا حتى يصل للمرحلة التي يعلن فيها اعتزاله كرة القدم. الجسد هو المعيار للاستمرارية وليس الموهبة.
رونالدو الذي عرفناه في مانشستر يونايتد ثم ريال مدريد حتى مواسمه الأخيرة لم يعد هو كريستيانو الحالي. اللاعب قرر أن يكون مهاجمًا صريحًا وظيفته التهديف فقط ليس عن رغبته الشخصية ولكن ليمنح نفسه عمرًا أطول في الملاعب.
مع وجود مدرب مثل ساري لا يؤمن بفكرة المهاجم الذي لا يساهم بصورة كبيرة في صناعة اللاعب فإن رونالدو سوف يعاني كثيرًا خلال الموسم الجاري ومنطقيًا سيظهر بصورة المنتهي.
ليونيل ميسي هو الآخر لم يعد كما كان في الماضي وبالطبع تراجع مستواه ويعوض عن ذلك بتفوقه في الكرات الثابتة وقدرته على صناعة العديد من الفرص والتمركز في مواقع تسمح له بالتسجيل ولكنّه توقف عن الضغط على المنافسين وترك المهمة للاعبي الوسط ليساندوه في ذلك. حتى البرغوث الذي أبدع مع جوارديولا انتهى ولم يعد كذلك ويحتاج لمنظومة عمل تخدمه وليس العكس.
الحل الوحيد لأزمة رونالدو في يوفنتوس أن يكرر ساري ما فعله زيدان ويضع رونالدو أولًا على أن يؤسس منظومة تخدمه، أما أن تتواجد المنظومة ويُكلف كريستيانو بالتضحية لأجلها فهو أمر لن يضمن تقديم بطل أوروبا موسمًا مميزًا.