أطلقت شركة "أكتيفيجن" قبل أيام بنهاية شهر أكتوبر أحدث إصدارات لعبتها الشهيرة "Call of Duty" أو "نداء الواجب" تحت عنوان "Call of Duty 4: Modern Warfare".
عاد الإصدار الأخير من اللعبة باللاعبين أخيرًا لقصة كابتن برايس وفريقه بعدما ابتعدت عنها في النسخة الأخيرة منها الخاصة بالحرب العالمية الثانية.
في الأسطر المقبلة سنحاول معًا أن نستعرض معكم مراجعة سريعة للنسخة الأخيرة من اللعبة من وجهة نظر فريق "Goal off Duty" بعد أن حصلنا على نسختنا النهائية وتركنا عملنا قليلًا لتجربتها على مدى الأسبوع الماضي.
عودة كابتن برايس والارتباط بالشخصيات
تمثل عودة كابتن برايس ليتصدر بطولة الإصدار الأخير من اللعبة العنوان الرئيسي لتلك الجزئية من المراجعة في ظل شوق اللاعبين للعودة لمغامراته والتحديات التي يواجهها وكيفية حله لها على مدى الإصدارات السابقة.
جمهور اللعب ارتبط بشكل وثيق على مدى الـ ١٢ عامًا الماضيين بالنقيب برايس وكان من الذكاء أن نشاهده يعود من جديد في الجزء الأخير ليجذب المزيد من عشاق السلسلة التي ابتعدت كثيرًا في طور القصة الخاص بها بالنسخة الأخيرة عن ذلك الخط وعادت في الزمن لأحداث الحرب العالمية الثانية.
ليس هذا فحسب، فالارتباط بالشخصيات لا يتوقف عند النقيب برايس وفريقه لكن يمتد للشخصيات العربية التي أدخلتها شركة الإنتاج ضمن فريق البطولة فكونت رابطًا أقوى مع اللاعب أشعره أن الأحداث قريبة له بالفعل وتجعله يريد العودة لإكمال مهام اللعبة في كل مرة تتاح له الفرصة لذلك.
الشخصيات العربية
هذه الفقرة تحتوي على حرق لأحداث القصة
لم يكن من الممكن أن تكون أحدى الشخصيات الرئيسية في "Call of Duty 4: Modern Warfare" عربية وألا نفرد لها مساحتها الخاصة من المراجعة.
بالرغم أن الممثلة التي قامت بتأدية دور فرح هي الكندية كلوديا دوميت إلا أن أصولها العربية ساعدتها كثيرًا على تقديم الدور المطلوب منها وبلهجة مناسبة للأحداث المحيطة، بعد تدريب دام عامًا ونصف تقريبًا بحسب ما ذكرت في تصريحات صحفية.
شخصية فرح داخل اللعبة هي لطفلة تبدأ بها الأحداث وهي تبحث عن أخيها رفقة والدها داخل أحد الدول الشرق أوسطية وسط أجواء حربية وقذف مدفعية ووابل من النيران من كل مكان.
تتطور الأحداث ويموت والد فرح أمام أعينها فتتحول شخصيتها من طفلة بريئة ذات عشر سنوات لفتاة تنضم للمقاومة ضد القوات الأجنبية، وتتدرج لتصبح قائدة قوة تحرير وطنية مكونة من أكثر من ٧٠٠٠ مقاتل كل هدفهم هو تحرير البلاد من الأجانب.
تتلقى فرح عرضًا أمريكيًا - إنجليزيًا لمساعدتها على تخليص بلادها من الاحتلال الأجنبي عن طريق الدعم المادي واللوجيستي ويحمل كابتن برايس هذا العرض لها لتتطور الأحداث من بعد ذلك.
طريقة اللعب
استخدام "أكتيفيجن" لمحرك لعب جديد غير ذلك المستخدم في نفس السلسلة منذ عام ٢٠٠٥ أخذ طريقة اللعب والبيئة المحيطة باللاعب لمرحلة جديدة تمامًا تواكب التطورات التي شهدتها منصات الألعاب في السنوات الأخيرة.
وبعيدًا عن المحرك الجديد فرضت الشركة المنتجة طريقة جديدة لتفاعل الشخصيات مع الأحداث المحتملة نجحت من خلالها في السيطرة على جموح بعض اللاعبين.
فتجد نفسك محل سؤال وسخط من زملائك عند القيام بعمل غير إنساني في مجال الحرب وقد يصل رد الفعل لإنهاء المهمة من الأساس.
بالإضافة لذلك فطريقة تصميم اللعبة تأخذك بشكل مباشر للأحداث دون مقدمات سخيفة أو طويلة لا فائدة منها سوى منح اللاعب تعليمات ذراع التحكم وتعريفه بطريقة اللعب.
كل ذلك يأتي في داخل الأحداث نفسها وليس بشكل منفصل بمقدمة خاصة به مما يزيد من ارتباط اللاعب بالواقع المحيط داخل "Call of Duty 4: Modern Warfare".
القصة
لو تحدثنا عن هذا الطور سنرى أن قصة "Call of Duty 4: Modern Warfare" هي من أنجح قصص أجزاء اللعبة على الإطلاق بالنظر للأجزاء السابقة.
وبدون حرق للأحداث، قد تكون تلك هي واحدة من أفضل قصص ألعاب الحروب منذ فترة بعيدة وتعادل في جودتها الفيلم السينمائي الذي يتم إنتاجه بميزانية ضخمة ويتم ترشيحه للعديد من الجوائز.
كل هذا يحدث بسبب الخطوط الدرامية المتشعبة والأحداث والشخصيات المتشابكة بالإضافة لزوايا التصوير والرؤيا التي تعزز الشعور بالبيئة المحيطة كأنها الواقع الذي يعيشه اللاعب.
سبب آخر في نجاح القصة هو ارتباطها بأحداث حقيقية وواقعية تحدث في الأيام الجارية من خلال الحروب بالشرق الأوسط بين القوى المتنازعة داخليًا وخارجيًا.
وبتسليط الضوء على الصراع السياسي الذي يدور في الوقت ذاته يمر اللاعب بتجربة مختلفة كليًا عن أي تجربة لعب لقصة حربية من قبل.
اللعب الجماعي
في الأونلاين قدمت "Call of Duty 4: Modern Warfare" طورًا جديدًا تحت مسمى "Ground War" متاح فيه اللعب بوجود ٦٤ لاعبًا في نفس الوقت يتم تقسيمهم على أكثر من فريق.
الطور الجديد يتيح اللعب على خريطة ضخمة مع إمكانية استخدام عددًا كبيرًا للغاية من المركبات الحربية والطائرات المختلفة وكل ذلك أتاح مستويات جديدة التجربة لم نستمتع بها من قبل في الأجزاء السابقة.
ومع طرح الطور الجديد استمرت الأطوار السابقة والمتعارف عليها في الأجزاء الماضية في التواجد بنفس المزايا الرائعة التي لطالما جذبت المستخدم المحب للعب الجماعي.
بالإضافة لطور "Gun Fight" الذي يتيح اللعب في خرائط صغيرة للغاية بفرق مكونة من لاعبان ضد مثلهما وهو ما يعيد أصحاب الأعمار فوق الـ ٣٠ لذكريات الألعاب الحربية القديمة القائمة من تسعينيات القرن الماضي وبداية الألفية الجديدة.
نقلة ضخمة في الرسوم
النسخة الجديدة من اللعبة شهدت نقلة كبيرة في جودة الرسوم ونجحت في استغلال كافة إمكانيات أجهزة الأجيال الحديثة من منصات الألعاب.
تجربة اللعب في "Call of Duty 4: Modern Warfare" تأخذك لمستويات جديدة من الواقعية في الرسوم والمشاهد السينمائية التي تظهر في وسط القصة.
المحرك الجديد الذي قدمته اللعبة في هذه النسخة ساعد على ذلك بشكل كبير وأظهر الوجوه بشكل مذهل أكثر واقعية من قبل وكان له تأثير السحر على المؤثرات البصرية والانفجارات في كافة المناطق سواء المفتوحة أو المغلقة بنفس الدقة والجودة.
الأصوات
تتمتع "Call of Duty 4: Modern Warfare" بجودة كبيرة للغاية فيما يتعلق بالصوتيات سواء فيما يخص الأشخاص أو الأسلحة والمعدات والطائرات.
تلك الجودة تظهر جلية في الفارق بين صدى الصوت داخل الأماكن المغلقة والمفتوحة، كما نسمع اللغة العربية واضحة واللهجة السورية لا يعيبها أي شيء، ليس كما هو الحال في أغلب الألعاب التي تشهد وجود شخصيات عربية.
فوق كل ذلك فقد نجحت الموسيقى التصويرية في تجسيد كل كبيرة وصغيرة بطور القصة وعبرت عن الكثير من المشاعر في كل مرحلة من مراحلها، وتلاعبت في بعض الأحيان بقلوب اللاعبين.
ما اختبرناه خلال هذا الأسبوع من كل جديد وقديم قدمته الشركة المنتجة في اللعبة أكد لنا أن "Call of Duty 4: Modern Warfare" كانت خطوة في الاتجاه الصحيح لمنح الجمهور المتعة التي ينتظرها من خلف إمضاء بعض الوقت أمامها.
تلك التجربة الممتعة للغاية جعلتنا نتوق للوقت الذي نفرغ فيه من مهامنا اليومية سواء في العمل أو المنزل - Off Duty - لتجربة المزيد من التحفة الفنية التي استمرت في ابهارنا خلال كل مرة بدأناها فيها.